سنة على غياب المطران أبو جوده... تاريخ في رجل!

هو رئيس مجلس إدارة تيلي لوميار المطران رولان أبو جوده منذ 2001، ومؤسّس المركز الكاثوليكيّ للإعلام عام 1978. غاب في اليوم الثّاني من شهر أيّار/ مايو المريميّ 2019، ليولد في ملكوت الرّبّ الفسيح حاصدًا، في زمن الفصح، جنى العمر المبارك.

كان المطران أبو جوده أوّل من آمن برسالة تيلي لوميار فمنحها فكره وقلبه وعقله وأعطاها بسخاء ونشاط وصبر ومسؤوليّة.

سنة على غيابه بالجسد، لكنّه بقي حيًّا دائمًا في ذاكرة الكنيسة والإعلام.

غاب لكنّ صورة وجهه السّموح وثغره المبتسم لم تغِب ولن تغيب أبدًا عن البال.

قبل سنة غاب من كان رفيع الأخلاق، طيّب القلب، لبق الكلام، وجميل المعشر.

غاب من كان أمثولة في التّواضع والوفاء والأمانة والعمل الدّؤوب.

واليوم بعد سنة، نتذكّر من كان تاريخًا في رجل، والّذي يصعب أن نختصره بكلمات، ونحدّه بسطور. هو كما قال عنه مدير عامّ تيلي لوميار جاك الكلّاسي، "غنّي بالوفاء، والحكمة، والمعرفة، والبلاغة. هو غنّي بمخافة الله، والصّدق والنّزاهة وحسن التّدبير. هو غنيّ باتّضاعه ووداعته. إنّه رجل دقّة ويقظة وعلم، رجل حوار ومستمع لبق. هو صاحب رؤية واضحة، مرجع للعدالة والحقّ. هو رجل صلاة.".

نعم، قبل عام رحل المطران رولان أبو جوده، من مواليد 7 أيلول/ سبتمبر 1930، بعد أن أتمّ حجّه في هذه الحياة الّذي بدأ يوم سيامته الكهنوتيّة في 25 نيسان/ إبريل 1959. حجّ شعر خلاله بوجود الرّبّ معه في كلّ خطوة، في خدمته الكهنوتيّة كما الأسقفيّة الّتي استحقّها في 23 آب/ أغسطس 1975، وتعيّن على أثرها نائبًا بطريركيًّا من قبل البطريرك أنطونيوس خريش، والّذي أوفده في العامّ التّالي إلى أميركا الشّماليّة وأفريقيا لنقل واقع الحرب اللّبنانيّة، فلعب حينها دورًا مهمًّا في تمتين العلاقة بين جناحي الوطن المقيم والمنتشر.

مع انطلاقة الشّهر المريميّ في العام 2019، رحل حجر الزّاوية الّذي تسلّم، في 30 آذار/ مارس 1977 لغاية 2008، رئاسة اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام في لبنان، وفي 19 ت2/ نوفمبر 1986 رئاسة الهيئة التّنفيذيّة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان.

خلال رحلته على هذه الأرض، تسلّم المطران أبو جوده مهامًا ومناصب عديدة، من بينها رئاسة المؤسّسة الاجتماعيّة المارونيّة في 25 حزيران/ يونيو 1987، والإشراف على المحاكم المارونيّة في 27 تمّوز/ يوليو 1992. كما كان عضوًا في المجلس البابويّ لوسائل الإعلام في 29 نيسان/ إبريل 1999.

حاز على إجازة في اللّاهوت، وفي الحقوق الفرنسيّة واللّبنانيّة، وفي الآداب والتّربية.

قبل عام رحل وهو على عتبة التّسعين من العمر. رحل بعد أن قضى القسط الأخير من حياته بعيدًا عن صخب الحياة، غائصًا في حياة داخليّة مكثّفة يغذّيها بالتّوبة والتّأمّل والصّلاة، ليختتم آخر فصول مسيرته بعد غيبوبة دخلها في 3 ت1/ أكتوبر 2018 إثر جلطة دماغيّة، وينتقل إلى أحضان الآب في زمن القيامة وفي بداية الشّهر المريميّ. المسيح قام... حقًّا قام!