دينيّة
10 حزيران 2019, 07:00

سماء لبنان تشعّ قداسة!

ماريلين صليبي
هي بطرسيّة، إبنة حملايا. جميلة المظهر، بشوشة الوجه ورقيقة القلب، عاشت طفولتها وشبابها بطاعة والديها، لتغذّي بذلك محبّتها المميّزة ليسوع المسيح.

 

هي رفقا، عروس يسوع المسيح. عظيمة في أعمالها، عميقة في إيمانها، لبست ثوب الرّهبنة لتكرّس حياتها للخدمة والعفّة والطّاعة.

هي رفقا، شريكة آلام يسوع المسيح. تائقة لالتماس النّعم الخلاصيّة، شهدت أوجاعًا مؤلمة في رأسها، امتدّت إلى عينَيْها، وباءت كلّ محاولات مُعالجتها بالفشل.

مُغدقة في فرح آلامها، رفضت رفقا البنج خلال عمليّة جراحيّة أدّت إلى اقتلاع عينها اليمنى عن طريق الخطأ، لتقول بعدها برجاء لامتناهي للطّبيب المُذنب: "مع آلام المسيح، سلِمَت يداك، الله يآجرك".

فرح عذابها انتقل إلى عينها اليُسرى، عذابٌ مرير زاد من إيمان رفقا ومن توقها إلى السّماء. عذابٌ تثبّت في روحها وجسمها لسنوات طويلة أدّى إلى انطفاء النّور نهائيًّا في عينها اليُسرى، فأمست رفقا عمياء العين، نافذة البصيرة.

هي رفقا، ملكة لبنانيّة على عرش القداسة؛ هي من رُفعَت إلى قافلة القدّيسين في مثل هذا اليوم من العام 2001، بعد أن أعلنها قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني مُكرّمة في 11 شباط/ فبراير 1982، ثمّ طوباويّة في 17 تشرين الثّاني/ نوفمبر 1985، وقُدوة ومِثالاً في عبادتها للقربان الأقدس، لليوبيل القربانيّ لعام 2000.

علّمينا، يا رفقا، في هذا اليوم المعطَّر بالقداسة، أن نصادق الصّليب، على غرارك، بفرح وأمل ورجاء. إجعلينا نتمثّل بإيمانك الوفير، فنبصر طريق النّور والخير بقلوب تكلّلها المحبّة والمسامحة، ونعيش متمسّكين بأرواح تحرسها الملائكة لا بأجساد فانية مادّيّة تسيطر عليها الأهواء والأحزان المهلكة.