أوروبا
16 تموز 2019, 06:30

ساكو من روما: إنّها جريمة بحقّ الإنسانيّة أن يُضطَهد المرء أو يُقصى أو يُقتل على أساس اختلاف الدّين أو المذهب

علّق بطريرك بابل للكلدان الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو على اضطهاد المسيحيّين في العراق والمنطقة، خلال مداخلة في ندوة نظّمتها السّفارة البريطانيّة لدى الفاتيكان، فقال نقلاً عن موقع البطريركيّة الرّسميّ:

 

"ظاهرة التّطرّف والإرهاب الدّينيّ ظاهرة غريبة ومرعبة في القرن الحادي والعشرين. إنّها جريمة بحقّ الإنسانيّة أن يُضطَهد المرء أو يُقصى أو يُقتل الإنسان على أساس اختلاف الدّين أو المذهب. علينا جميعًا العمل على إنهاء مثل هذه الظّاهرة السّلبيّة.

المسيحيّون العراقيّون والشّرقيّون هم أهل الأرض، وليسوا مهاجرين أو وافدين، وكانوا الغالبيّة عند قدوم المسلمين في القرن السّابع. واليوم بسبب الضّغوطات والاضطهاد المتنوّع، غدَوا "أقلّيّة" بالرّغم من أنّهم نُخبة ثقافيّة، ولهم دور في تطوير بلدانهم، وبقاؤهم ضروريّ لتغيير التّطرّف. 1,225 مسيحيّ قُتِل منذ سقوط النّظام ونحو 90 كنيسة فُجِّرَتْ أو اُحرقت أو هُدِّمتْ في عموم البلاد.

الطّائفيّة والمحاصصة واستشراء الفساد جعل المسيحيّين والأقلّيّات مهمّشين في درجات التّوظيف وفي التّعامل اليوميّ.

اليوم الوضع تحسّن أمنيًّا، وقُضِيَ على تنظيم الدّولة الإسلاميّة عسكريًّا، لكن الفكر لا يزال قويًّا ومنتشرًا. لا ننسى أنّ ثمانية ملايين عراقيّ عاش تحت احتلال داعش وفكره ولا يزال العديد منهم في مخيّم يعاني من البطالة والفقر. من سيهتمّ بتأهيل هؤلاء الأشخاص؟

هناك فساد، والعديد من المليشيات وصار لها "مشاريع استثمار" وليس من السّهل على الدّولة احتواءها أو دمجها في قوى الأمن العراقيّة.

هناك قوانين مجحفة بحقّ المسيحيّين والأقلّيّات الأخرى تعود إلى الماضي، وإلى الدّولة العثمانيّة، ينبغي معالجتها باُخرى مناسِبة، خصوصًا بما يتعلّق بالأحوال الشّخصيّة".

وإقترح البطريرك ساكو بعض الحلول، وهي:

"ممارسة المجتمع الدّوليّ الضّغط على الحكومات الّتي تعاني فيها الأقلّيّات من الاضطهاد باحترام المواطنين على أساس شرعة حقوق الإنسان.

تعديل الدّستور وبناؤه على أساس المواطنة والعدل والمساواة وليس على أساس دينيّ أو طائفيّ وقيام دولة مدنيّة تقف على مسافة واحدة من مواطنيها.

إصلاح القوانين وكلّ ما فيها من إجحاف بحقّ غير المسلمين.

تغيير مناهج التّعليم وتنقيتها وإصلاحها من كلّ ما يدعو إلى الفرقة والكراهيّة ضدّ غير المسلمين.

تقديم المساعدة لإعمار المدن المحرّرة تشجيعًا لعودة النّازحين إلى بيوتهم.

ننتظر زيارة البابا فرنسيس ونتمنّى أن يوقّع "وثيقة الأخوّة البشريّة" مع المرجعيّة الشّيعيّة، كالّتي وقّعها مع شيخ الازهر أو شبيهة بها.

لربّما يقول البعض إنّ كلّ هذا كلام، لكن أقول لهم إنّ الإصلاح يتمّ عبر الكلام والإلحاح وليس بفعل سحريّ".