ساكو من أبو ظبي: يجب ترسيخ السّلام والعيش المشترك من خلال إقامة نظام ديمقراطيّ مدنيّ مبنيّ على المواطنة الكاملة للجميع
وكان للبطريرك ساكو خلال الملتقى، أمس الثّلاثاء، مداخلة شكر فيها دولة الإمارات العربيّة المتّحدة على تنظيم الملتقى وعلى وثيقة الأخوّة الإنسانيّة الّتي وقّعها البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الدّكتور أحمد الطّيّب عام 2019.
وفي كلمته قال ساكو، بحسب إعلام البطريركيّة: "أودّ أن أتكلّم صراحة: نحن في هذا الشّرق متنوّعون ثقافيًّا وإثنيًّا ودينيًّا. هذا الشّرق هو مهد الحضارات والدّيانات، لكن هذا التّنوّع الجميل مهدّد اليوم خصوصًا بالنّسبة لنا نحن المسيحيّين والصّابئة والإيزيديّين بسبب المضايقات والدّفع إلى الهجرة. هذا مؤشّر خطير يجب معالجته بموضوعيّة. التّنوّع تصميم إلهيّ. إنّه خلقنا مختلفين علينا الحفاظ عليه وتعزيزه من خلال التّربية البيتيّة والمدرسيّة والتّوعية والتّثقيف. يجب ترسيخ السّلام والعيش المشترك من خلال إقامة نظام ديمقراطيّ مدنيّ مبنيّ على المواطنة الكاملة للجميع.
نحن أمام ثلاثة تحدّيات:
1. الحداثة أيّ قراءة جديدة للدّين. ليس بالضّرورة أن يكون الموروث التّقليديّ أصيلاً فالنّصّ المقدّس ليس أسير حرف.. العالم تغيّر وعلينا أن نكتشف المعاني وأن نقدّمها بأسلوب مقبول للمؤمنين بذلك نقدر أن نفكّك الفكر التّكفيريّ المتعاظم في منطقتنا. هؤلاء المتطرّفون لهم مال وسلاح وميليشيات ويشكّلون خطرًا على الجميع. البابا فرنسيس دعا إلى السّينوداليّة في الكنيسة لتجديدها إنسانيًّا وروحيًّا واجتماعيًّا من الدّاخل. هذا ما يجب أن يقوم به المسلمون التّنويريّون وهم عديدون.
2. الصّراع الطّائفيّ الشّيعيّ السّنّيّ العلنيّ أو النّاعم يشكّل أيضًا خطرًا كبيرًا على المنطقة. على الشّيعة والسّنّة أن يتحاوروا ويتصالحوا ويعودوا إلى الإسلام الوسطيّ المنفتح وهذا رهان السّلام والاحترام.. أدلجة كلّ شيء دينيًّا خطأ جسيم. أضمّ صوتي لصوت شيخ الأزهر الدّكتور أحمد الطّيّب الّذي دعا إلى حوار إسلاميّ– إسلاميّ بين الشّيعة والسّنّة.
3. المسيحيّون في الشّرق الأوسط. قلقون وخائفون على مستقبلهم. إنّهم أهل البلد وليسوا جالية وافدة.. المسيحيّون كانوا حاضنة للمسلمين حيث استقبل النّجاشي في الحبشة المسلمين الهاربين من قريش والمسيحيّون في دمشق وبغداد قدّموا للمسلمين العديد من الخدمات أذكر على سبيل المثال ترجمة العلوم اليونانيّة إلى السّريانيّة والعربيّة في بيت الحكمة ومن خلالهم انتقلت إلى الغرب عبر الأندلس.
اليوم على المسلمين احتضان المسيحيّين واحترام حقوقهم وخلق بيئة مناسبة للعيش الحرّ الكريم عرفانًا بجميلهم وليس مضايقتهم وتهجيرهم.. وشكرًا."
وكان ساكو قد وصل عصر الأحد حيث كانت راهبات بنات مريم الكلدانيّات في استقباله في المطار، وقد احتفل مساءً بالقدّاس الإلهي في ديرهنّ، قبل أن يزور صباح الإثنين مدرسة الرّاشد الصّالح الخاصّة التّابعة لهنّ.