الخليج العربيّ
21 آب 2025, 06:30

قدّيسون جدد شفعاء لشبه الجزيرة العربيّة

تيلي لوميار/ نورسات
وافق الكرسيّ الرسوليّ، من خلال مرسوم صادر عن دائرة العبادة الإلهيّة، على التّقويم اللّيتورجيّ الخاصّ الجديد للنّيابة الرّسوليّة في جنوب شبه الجزيرة العربيّة، بحيث أصبح لشبه الجزيرة العربيّة "شفعاء" قدّيسون جدد.

ومن أبرز المستجدّات فيه، وبحسب ما نقل موقع "فاتيكان نيوز": "تعيين القدّيسين بطرس وبولس شفيعين رسميَّين للنّيابة الرّسوليّة المذكورة، فيما تُعلن الطّوباويّة مريم العذراء، بلقب "سيّدة شبه الجزيرة العربيّة"، شفيعةً لشبه الجزيرة العربيّة بأسرها، أيّ لجميع بلدان الخليج. وسيُحتفل بالعيدان تباعًا في ٢٩ حزيران يونيو وفي السّبت الّذي يلي عيد عماد الرّبّ.

ويُبرز التّقويم اللّيتورجيّ الجديد، كما أُشير، القدّيسين المرتبطين بأراضي جنوب شبه الجزيرة العربيّة إذ تحتفل اللّيتورجيا بذكرى شهداء اليمن في القرن السّادس، حارث ورفاقه (٢٤ تشرين الأوّل أكتوبر)، والملك الحبشيّ كالب (إيلاسْبان) الّذي أسهم في معموديّة اليمن (١٥ أيّار مايو)، والطّوباويّ شارل ديكرز، الكاهن المرسَل الّذي كرّس حياته للحوار بين الأديان في اليمن واستُشهد في الجزائر (٨ أيّار مايو). كما أُدرج احتفالان يشدّدان على وحدة الكنيسة المحلّيّة: ذكرى تكريس كاتدرائيّة القدّيس يوسف (٢٥ شباط فبراير)، وتذكار جميع المرسلين الرّاحلين الّذين خدموا في النّيابة الرّسوليّة (٥ تشرين الثّاني نوفمبر).

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل شمل التّقويم الجديد أيضًا قدّيسين ارتبطت أسماؤهم بانتشار المسيحيّة في شبه الجزيرة العربيّة، ومنهم: الشّهيدان كوزما وداميان (٢٦ أيلول سبتمبر) من القرن الثّالث؛ النّاسك سمعان العموديّ (٢٧ تمّوز يوليو) من القرن الخامس والّذي قاد بشهادته العديد من العرب إلى الإيمان؛ الجنديّان الشّهيدان السّوريّان سركيس وباخوس (٨ تشرين الأوّل أكتوبر) المكرّمان كثيرًا لدى القبائل العربيّة؛ والقدّيس إسحق السّريانيّ (٢٩ كانون الثّاني يناير) المتصوّف القطريّ من القرن السّابع.

هذا الأخير، أيّ القدّيس إسحق السّريانيّ، كان يُكرَّم في كنيسة المشرق الآشوريّة، وأضافه البابا فرنسيس إلى السّجلّ الرّومانيّ للشّهداء قبل بضعة أشهر فقط، ويتمُّ الاحتفال بتذكاره بالطّريقة عينها الّتي يتمُّ الاحتفال بها ببطاركة العهد القديم: إبراهيم (٩ تشرين الأوّل أكتوبر)، موسى (٤ أيلول سبتمبر)، وأيّوب (١٠ أيّار مايو، في صلالة– عُمان فقط).

كما أُدرج أيضًا ما يُعرف بـ"الأزمنة الأربعة"، وهي أربع فترات مكوّنة من ثلاثة أيّام– الأربعاء والجمعة والسّبت– ضمن أسبوع واحد، تتوزّع تقريبًا على مدار السّنة، مخصّصة للصّوم والصّلاة. وفي أراضي هذه النّيابة الرّسوليّة، تُخصَّص هذه الأيّام للصّلاة من أجل ثمار الأرض والدّعوات الكهنوتيّة. وتقع هذه الأزمنة بين الأحد الثّالث والرّابع من زمن المجيء، وبين الأحد الأوّل والثّاني من زمن الصّوم الكبير، وبين عيد العنصرة وعيد الثّالوث الأقدس، وعادة في الأسبوع الّذي يلي عيد ارتفاع الصّليب المقدّس.

وأخيرًا، أقرَّ المرسوم بأن يُخصَّص كلّ أوّل يوم جمعة من شهر آذار مارس (أثناء الصّوم الكبير) للصّلاة من أجل حاجات كنيسة جنوب شبه الجزيرة العربيّة، خصوصًا من أجل السّلام ونموّ الدّعوات الكهنوتيّة، فيما يُخصَّص يوم الجمعة الأُوَل من حزيران يونيو وتشرين الثّاني نوفمبر– اللّذان يُمثّلان بداية الصّيف وبداية الشّتاء– لرفع الشّكر على عطايا الخلق وثمار الأرض، والتّضرّع من أجل مناخٍ ملائم، والصّلاة من أجل إدارة مسؤولة لموارد الأرض."