أوروبا
19 حزيران 2023, 12:30

ساكو في لندن، ما أبرز محطّات الزّيارة؟

تيلي لوميار/ نورسات
بعد وصوله يوم الخميس إلى العاصمة البريطانيّة لندن، قام بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو بسلسلة زيارات ونشاطات.

فيوم الجمعة زار ساكو، برفقة معاونه المطران باسيلسو يلدو والأب أندراوس توما والسّيّد جون فوكس، كاتدرائيّة ويست منستر الكاثوليكيّة والتقى رئيس الكنيسة الكاثوليكيّة في انكلترا وويلز في مقرّ إقامته الكاردينال فنست نيكولاس. ومساءً التقى ممثّلي الكنائس الشّقيقة في المملكة المتّحدة، بحضور الكاردينال لويس فيتزجيرالد والسّفير البابويّ في لندن وتناول العشاء الأخويّ معهم.

أمّا السّبت فزار صباحًا مدينة بيرمنغهام، حيث شارك بالقدّاس اللّاتينيّ الّذي احتفل به رئيس دير القدّيس جان هنري هيومن St John Henry Newman بمشاركة رئيس أساقفة بيرمنغهام المطران بيرنارد لونكلي والكاردينال الفخري مايكل فتزجيرالد، بحضور عدد من العراقيّين الكلدان. ثمّ زار مكتبة الدّير والمتحف.

بعد الظّهر كانت له جولة برفقة رئيس أساقفة برمنغهام في كلّيّة St. Mary college حيث اطّلع على أقسام الكلّيّة وأبنيتها، والتقى بالإكليريكيّين وقدّم لهم نبذة مختصرة عن تاريخ المسيحيّة في العراق والوضع العامّ، وأجاب على أسئلتهم. وفي الختام تلا معهم صلاة المساء.  

الأحد، البداية كانت بلقاء الشّخصيّات العاملة في الجمعيّات الخيريّة وناقش معهم سبل التّعاون المشترك.

ثمّ بالقدّاس الكلدانيّ في كنيسة القدّيس بتدكت بحضور  جمع غفير من المؤمنين.

في عظته، شكر ساكو الضّيوف والأب توما ولجنة الخورنة على خدمتهم الجماعة الكلدانيّة في المملكة المتّحدة، وعلى تنظيم هذه الزّيارة بالتّعاون مع جمعيّة Face الخيريّة. وعبّر عن فرحه بالتزام العراقيّين المسيحيّين المقيمين في المملكة بهويّتهم المسيحيّة وافتخارهم بجذورهم العراقيّة والكلدانيّة، واصفًا إيّاهم بـ"نخبة فكريّة وعلميّة يمكن أن تمدّ يد المساعدة إلى بلدهم الأمّ كما يفعلون من خلال جمعيّتهم charity وحثّهم على الالتفاف حول الكنيسة والالتزام بالأخلاق المسيحيّة". هذا ودعا إلى التّعلّم من مار أفرام الملفان في عيده.

وعن إنجيل الأحد الرّابع من الرّسل عن اختيار الرّسل الأوائل والتّطويبات، قال ساكو بحسب إعلام البطريركيّة:

"دعوة التّلاميذ قرار مهمّ، لذا راح يسوع يصلّي لكي يكونوا مؤهّلين لحمل رسالته. بهذا يعلّمنا يسوع أن نصلّي قبل اتّخاذ قراراتنا المهمّة في الحياة حتّى تأتي صحيحة وسليمة.  

عدد التّلاميذ 12 وأسماؤهم مسجّلة بالرّغم من اختلاف تسلسلها. إنّهم يمثّلون أسباط العهد الجديد على مثال أسباط العهد القديم الاثني عشر. يختارهم من بين النّاس الّذين كانوا يتابعون تعليمه وتوَسَّم  فيهم القدرة على حمل رسالته وليس اختيارًا اليًّا.  

أوّل عمل يقوم به يسوع، هو عرض برنامجه للتّنشئة من خلال العِظة على الجبل، هذه التّنشئة الدّائمة ترتكز على ممارسة التّطويبات- البركات الّتي تمثّل كمال الحياة المسيحيّة. هذه البركات ليست محصورة بالرّسل، بل إنّها موجّهة إلى كلّ تلميذ للمسيح على مدى التّاريخ. نحن أمام طريقين:  

طريق يسوع، الالتزام بالمبادئ أو طريق العالم، العمل على هوانا.

علينا أن نعيش روح هذه التّطويبات في تفاصيل حياتنا اليوميّة المعقّدة والصّعبة.

• المساكين: هم القنوعين والقادرين على ترك كلّ شيء ليتبعوا يسوع الّذي هو غِناهم وكنزهم.

• الجياع: يتعزّون كما تَعزَّى لعازر المسكين (لوقا 16/ 25). والجياع والعطاش يملأهم الله ببركاتِه ونِعمه (إرميا 31/ 25). الباكون، ما تزرعونه بالدّموع ستحصدونه بالفرح.  

• كثيرون يبحثون عن المال: الكنز الّذي يفكّرون أنّ فيه مستقبلهم وسعادتهم، بينما يسوع يُكلّمنا عن الكنز واللّؤلؤة الثّمينة المخفيّة في الحقل والّتي علينا أن نبيع كلّ شيء لنحصل عليها (متّى 13/ 44-46). هذه اللّؤلؤة الثّمينة هي المسيح، ابن الله وكلمته، ومحبَّته كما بشَّر به الإنجيل ونعطي له كلّ شيء دون فقدان نقطة الارتكاز في روحانيّتنا أمام أحداث كبيرة مؤثّرة نواجهها اليوم. هذا الإيمان حتّى يترسّخ يستدعي قراءة جديدة للكتاب المقدّس وبعقليّة واضحة تخلق في داخلنا حرّيّة وتوازنًا، وتُعمّق إرتباطنا بإلهنا ومخلّصنا وبقدر اتّحادنا به نعيش بسلام وفرح.  

• هنا أشدّد على دور الإفخارستيّا– القدّاس إنّها ضمان الوحدة والشّركة بيننا وشحننا بطاقة روحيّة وإنسانيّة، من دونه لا نقدر أن نكبر."

في المساء كان للبطريرك ساكو لقاء مع بعض أعضاء مجلس الرّعيّة الكلدانيّة، واختتم بالعشاء الأخويّ.