ساكو في عيد تقدمة يسوع إلى الهيكل متسائلًا: ماذا ننتظر نحن؟
وفي عظته، تحدّث ساكو عن هذا العيد وقال بحسب إعلام البطريركيّة: "الهيكل هو المكان المقدّس لليهود، المكان الّذي فيه يُمكنهم الصّلاة، وتوطيد العلاقة مع اللّه. إذ يُعدُّ الهيكل قلب الدّيانة اليهوديّة إلى جانب التّوراة، لكن في المسيحيّة هيكل اللّه الحقيقيّ هو يسوع المسيح.
يَصعَد يوسف ومريم الى هيكل اُورشليم لتقديم يسوع للرّبّ، تطبيقًا للوصيّة: "إنّ كلّ بِكرٍ يُقدّم للرّبّ" (خروج 13/ 13).
هذه التّقدَمة- القربان تعني أنّ حياة الشّخص المقرَّب هي ملكٌ للرّبّ. وفي حالة يسوع، الّذي هو عطيّة اللّه نفسه، لم يكن محتاجًا إلى تقديم ذبيحة، لأنّه هو المخلّص الّذي قدَّم حياته فداءً لنا، لكن أبويه التزما بالوصيّة. التّقدمة تعتمد على إمكانيّة الشّخص الماليّة. تقدمة عائلة النّاصرة لفرخَي حمام تعبّر عن فقرها. المهمّ أن ننتبه أنّ قيمة العطاء هي في تقديم ما نحتاج إليه، وليس ما يفيض عنّا.
هذا الدّخول إلى الهيكل هو أوّل إعلان لمسيحانيّة يسوع على لسان سمعان الشّيخ، الّذي حمله على ذراعيه، وبارك اللّه ليكرّس مسيح الرّبّ. لا نعرف الكثير عن هذا الشّيخ، سوى أنّ الانجيل يذكر أنّه كانَ بارًّا تقيًّا ينتظر عزاءَ شعبه. السّؤال المطروح علينا: ماذا ننتظر نحن؟
علينا ان نقتدي بإيمان سمعان الشّيخ ورجائه. هذا الانتظار– الرّجاء، يحرّك حياتنا المسيحيّة، لاسيّما ونحن في سنة اليوبيل 2025– يوبيل الرّجاء. علينا انتظار تعزية الرّبّ بالسّلام والأمن والأمان.
دخول المسيح إلى الهيكل يجب أن يكون يوم الصّلاة، خصوصًا بالنّسبة للكهنة والمكرَّسين والمكرَّسات الّذين نذروا قلوبهم وحياتهم للرّبّ، وصاروا ملكًا له، على مثال المسيح. إنّهم ملك للّه وللكنيسة وليسوا ملكًا للأسقف المقاطع؟ عليهم إبعاد أنفسهم عن أيّ موقف يتقاطع مع صوت اللّه. كيف يرفض بعض الكهنة المشاركة في الرّياضات الرّوحيّة، المُعدّة لتجديد تكريسهم، وإنعاش حياتهم الرّوحيّة، ترضية لأسقفهم، وليس لضميرهم؟
مريم ويوسف مندهشان وصامتان، لأنّ اللّه يتكلّم في الصّمت. إنّهما يُعلّماننا الإصغاء في الصّمت الدّاخليّ الى إرادة الرّبّ وتطبيقها."