أوروبا
21 آذار 2019, 13:30

ساكو: على الشّباب أن يكونوا جسرًا للحوار بين الثّقافات والدّيانات

وجّه بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو من روما، رسالة إلى المشاركين في اللّقاء المسكونيّ العالميّ للشّبيبة الّذي ينطلق غدًا في بيروت، والّذي تستضيفه كنائس لبنان ومجلس كنائس الشّرق الأوسط وجماعة تيزيه الفرنسيّة، حتّى 26 من الجاري، تحت عنوان "الصّدّيق كالأرز في لبنان ينمو"؛ وقال فيها:

 

"إلى الشّباب الأعزّاء،
أودّ أن أحيّيكم على هذا اللّقاء المسكونيّ المنعقد في لبنان، والّذي نظّمته مشكورة، جماعة تيزيه للصّلاة بالتّعاون مع مجلس كنائس الشّرق الأوسط. إنّها فرصة مميّزة لكم لتعميق دعوتكم الإنسانيّة والمسيحيّة، ولتبادل خبراتكم مع بعضكم البعض والصّلاة العميقة مع بعضكم البعض على الرّغم من اختلاف انتماءاتكم الدّينيّة والمذهبيّة فتشحنوا إيمانكم ورجاءكم.

أيّها الشّباب الأعزّاء، 
أنتم مشحونون بطاقات بديعة وكثيرة، يمكن استثمارها لإعلان أبوّة الله لكم وأخوَّتِكُم لبعضكم البعض وعيشها بفرح لخير مجتمعاتكم. كما أنّ لكم القدرة على تجاوز التّحدّيات وإنجاز أشياء جميلة ومفيدة حتّى عبر العالم الرّقميّ (وسائل التّواصل الاجتماعيّ).
عالمنا اليوم، يعاني من اللّاعدالة وعدم تكافؤ الفرص، والبطالة والفقر والعنف والهجرة والتّهميش... لذا عليكم أن تنجذبوا إلى العمل الاجتماعيّ والسّياسيّ وتنخرطوا فيه لتحقيق العدالة والمساواة والأخوّة والمحبّة والسّلام. وهنا أؤكّد على دور الكنيسة في عمليّة إعداد الشّباب مثلكم لهذه الرّسالة وتدريبهم على فنّ هذه الخدمة الاجتماعيّة ودعمهم معنويًّا وماديًّا قدر إمكانيّاتها. لأنّ الشّباب هم أوّل ضحايا اللّاعدالة الاجتماعيّة وتكافوء الفرص.. كما على الشّباب أن يكونوا جسرًا للحوار بين الثّقافات والدّيانات وبخاصّة المسيحيّة والإسلاميّة فيرسّخوا العيش المشترك.
وفي الختام، أعبّر لكم عن محبّتي وافتخاري بكم وخصوصًا بالشّباب القادمين من بلدان عاشت الحرب والإرهاب. شكرًا لكم على صمودكم أمام التّحدّيات والأزمات المتكرّرة، وإصراركم على البقاء والتّواصل على أرضِكم والاحتفاظ بهويّتكم وإيمانكم وأخلاقكم وتقاليدكم. فتحيّة لكم من الأعماق".