ساكو: المكرّس اليقظ هو علامة رجاء
هذا ما أكّده بطريرك الكلدان في إرشاد توجّه به إلى راهبات قلب يسوع الأقدس خلال قدّاس إلهيّ خاصّ ترأّسه مساءً في كنيسة القدّيسة تريز الطّفل يسوع، منطقة السنك- بغداد، لمناسبة سنة اليوبيل، شدّد فيه على ضرورة تصويب النّظر صوت الرّبّ يسوع، فذلك "لن يبقينا كما نحن، إنّما يجعلنا يقظين وسائرين معًا، وفي حالة تغيير دائم"، مشيرًا إلى أنّ "المكرّس اليقظ هو علامة رجاء للدّير والكنيسة للعالم."
ثمّ تابع ساكو إرشاده متوقّفًا عند وسائل التّكرّس، موضحًا أنّ "النّذور هي الطّريق"، وأنّ الأفعال "تكشف قيمة النّذور والشّهادة للمسيح المكرّس لله"، وأنّ "التّكريس لله يأخذ كلّ كيان المكرّس: فكره وقلبه ومشاعره وذاكرته."
وتابع ساكو قائلًا في هذا السّياق، بحسب إعلام البطريركيّة: "الطّاعة، هي الإنصات بدهشة إلى الرّوح القدس، والتّشاور والتّمييز برؤية واضحة لإزالة الغموض والشّكّ، والانتقال إلى ترجمة ما يريده الله منّا على أرض الواقع.
الحرّيّة الشّخصيّة قدّمناها قربان تقدمة لله- إفخارستيّا مع العفّة والفقر.
الحرّيّة، هي إمكانيّة الفرد في اتّخاذ القرار الّذي يناسبه، دون قيدٍ أو شرط، لكن واقعيًّا حرّيّتنا محدودة كوننا مرتبطين بالآخرين. بالتّكريس تنازلنا عن حرّيّتنا. الفرديّة من خلال نذر الطّاعة. اعلاننا جهارًا الالتزام بقوانين الرّهبانيّة.
العفّة، هي التّكريس الكامل للمسيح جسدًا ومشاعر بأمانة وبعائلتنا الجديدة الدّير. تركنا أهلنا وصرنا أخوات لبعضنا البعض.
الفقر، فقراء مثل المسيح وخادمات الفقراء مثله. هكذا تشهدن للحرّيّة الدّاخليّة والتّجرّد التّامّ.
هذه النّذور نجسّدها بالرّجاء على مثال مريم العذراء من خلال الصّلاة والإنصات إلى كلمة الله.
دور الصّلاة الشّخصيّة والجماعيّة (اللّيتورجيا) أساسيّ في حياة المكرّس. المسيح ينفرد للصّلاة لكن أيضًا علّم التّلاميذ أن يصلّوا معًا. الصّلاة تنسجم مع طبيعة المكرّس، وتمنحه الشّعور بالانشراح والسّلام والانتعاش الصّلاة اهتداء مستمرّ إلى الله.
التّكريس ليس قالبًا جاهزًا، إنّما هو مشروع- عهد جديد، نعدّه كلّ يوم مثل النّبيّ صموئيل: "هأنذا يا ربّ دعوتني" (1 صموئيل 3/5)، لنتكرّس من جديد ونبدأ بداية منعشة. التّكريس وبمناسبة اليوبيل حجّ مستدام إلى يسوع. نحن بحاجة إلى الحبّ ليغمرنا. الحبّ والبساطة والفرح علامة المكرّس الحقيقيّ. لا نقدر أن نكبر من دون الحبّ والفرح لكي نقدر أن نعكسه حولنا."
وإختتم ساكو إرشاده متوجّهًا إلى الرّاهبات قائلًا: "شكرًا لكنّ على شهادة حياتكنّ، الكنيسة الكلدانيّة تفتخر بكنّ."