ساكو: العنصرة تعلّمنا الانتظار بثقة ورجاء بصلاة وثبات وفرح
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى ساكو عظة أضاء فيها على دور الرّوح القدس في ولادة الكنيسة ومسيرتها، فقال بحسب إعلام البطريركيّة: "حلول الرّوح هو أيضًا ولادة الكنيسة وهو يقودها.في هذا النّصّ من الإنجيل، ينقل إلينا يوحنّا تعليمًا مُهِمًّا عن العلاقة الحميمة مع الله المحبّة، بفضل عمل الرّوح القدس. هذا التّعليم هو "كلمات الحياة" الّتي تربط روح المخلوق بحبّ من يُحيّيه. كلمات هي أساس الحياة الرّوحيّة.التّكريس هو الكيان بكامله، وليس مجرّد الجسد!
كلمات يسوع مستوحاة من الآب نفسه. هذا ما يؤكّده بوضوح عندما يُعلن: "الكلمة الّتي تسمعونها ليست لي، بل لأبي الّذي أرسلني" (يوحنّا 14/24). هذه الكلمات تملأ قلوب المؤمنين وتفيض فيهم بفضل الرّوح القدس.
هذا الفيض والازدهار يعكس حياة الثّالوث الأقدس الحميمة؛ عندما ينزل الرّوح القدس من الآب ليذهب إلى الابن، ويترك الابن يصعد إلى الآب ثمّ يأتي الرّوح القدس ليحلّ على التّلاميذ لكي يرافقهم في فهم كلمات يسوع وأعماله والتّبشير بها. إنّه الرّابط بين الله والبشريّة.
وللإشارة إلى الدّور الفريد المُسند إلى الرّوح القدس، استخدم يسوع صفة المحامي، أيّ المدافع عن يسوع وتلاميذه وعن الكنيسة. هذا المعنى الفائق هو ما يجب على الرّسل وعلينا تمييزه والتّأمّل فيه في قلوبنا، وتطبيقه بأمانة مطلقة.
وجود مريم معهم في العلّيّة له مغزى عميق، مريم الّتي جعلها يسوع أمًّا لهم من خلال يوحنّا الرّسول سترافقهم بشفاعتها الوالديّة الرّقيقة. مريم "أمّ الكنيسة" الّتي أوكل إليها يوم العنصرة، مهمّة مرافقة التّلاميذ في الصّلاة وإعدادهم لاستقبال الرّوح القدس… هذا الرّوح القدس "الّذي سيكشف لهم كلّ شيء". كلّ مؤمن يهمّه حضور الرّوح القدس وشفاعة مريم في مسيرته الإيمانيّة.
الرّوح القدس يُعِدُّ قلب الإنسان لاستقبال المسيح ويملأه بمواهبه، ويُغذّيه ويُنمّيه حتّى يبلغ الكمال– شوملايا ܫܘܡܠܐܝܐ.هذا هو النّبع الّذي يستمدّ منه المسيحيّون قوّة الفرح والرّجاء بالرّغم من كلّ الظّروف والصّعوبات. العنصرة (حلول الرّوح القدس) تعلّمنا الانتظار بثقة ورجاء بصلاة وثبات وفرح."