العراق
02 تشرين الثاني 2021, 08:50

ساكو: إيمان الكنيسة هو إيمان بطرس

تيلي لوميار/ نورسات
في كاتدرائيّة مار يوسف- الكرّادة، ترأّس بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو قدّاس الأحد الأوّل من موسم "تقديس الكنيسة"، عاونه فيه كاهن الرّعيّة الأب نظير دخو، ودعا خلاله المسيحيّين إلى "أن يستقبلوا كلام الله على مثال بطرس"، والكنيسة "أن تكتشف باستمرار أنّ الله يكلّمها مثلما كلَّم بطرس".

وفي هذا السّياق، قال ساكو بحسب إعلام البطريركيّة: "أحبَّ يسوع أن يعرف بشأن ما يعتقده النّاس عنه، ولهذا يسأل تلاميذه "من تقول النّاس إنّي هو؟"، أيّ ما هي حقيقتي الشّخصيّة؟ جوابهم جاء: "البعض يقول يوحنّا المعمدان، وآخرون إيليّا، وآخرون نبيّ من الأوائل قد قام". هذا يشير إلى وجود بعض الالتباس فيما يتعلّق بهويّة المسيح.

لم يقتنع يسوع بهذا الجواب، فتوجّه بالسّؤال نفسِه إلى تلاميذه ليعرف ماذا يفكّرون عنه: "وأنتم من تقولون إنّي هو "فقام بطرس وقال: "أنت مسيح الله".

تختلف الرّواية في إنجيل متّى قليلاً عن لوقا. بطرس يقول: "أنت المسيح ابن الله الحيّ". وكان جواب يسوع له: "طوبى لك يا سمعان بن يونا، فليس اللّحم والدّمّ كشفا لك هذا، بل أبي الّذي في السّماوات. وأنا أقول لك أنت الصّخرة وعلى هذه الصّخرة ابني بيعتي.. ولن يقوى عليها سلطان الموت" (متّى 16/ 15-18).

لو وجّه يسوع نفس السّؤال إلينا اليوم، لجاءت الأجوبة متنوّعة، لكن الجواب واحد هو إيمان بطرس الّذي هو إيمان الكنيسة.

هذا الإعلان الإيمانيّ هو وحيٌ من الله، لذا يؤسّس يسوع الكنيسة على هذا الإيمان الّذي هو الصّخرة. والصّخرة هو إيمان بطرس.

على الكنيسة أن تكتشف باستمرار أنّ الله يكلّمها مثلما كلَّم بطرس. وهذا يشكّل كيانها: الإصغاء والإعلان. وعلى المسيحيّين أن يستقبلوا كلام الله على مثال بطرس بروحيّة عالية، ليتيح لهم قبول المسيح وتحقيق رسالته، رسالة المحبّة والخدمة.

الكنيسة هي ثمرة خبرة إيمان بطرس والرّسل والمسيحيّين في سرّ الله والمسيح .

يسوع نفسه فضَّل استعمال لقب "ابن الإنسان" (متّى 8/ 31-33). إنّه ابن الإنسان، لكنّه أيضًا ابن الله. يسوع الإنسان هو ابن الله، هديّة الله للبشر، إنّه كلمة الله الّتي جسّدها في شخصه. إنّه بكر المؤمنين ومثالهم،  وبمقدورهم (إن ساروا على خطاه) أن يحقّقوا بنوَّتهم لله. هذا الإيمان إن تعمَّقنا فيه يغدو لنا قوّة وغذاء، يبني حياتنا وعلاقاتنا العائليّة والاجتماعيّة."