دينيّة
07 كانون الأول 2016, 08:46

زمن الميلاد: يسوع حقيقة أم "ميثة"

تجسّد وولد لأجل خلاصنا.. اؤمن أن يسوع حقيقة وليس "ميثة"! في زمن الميلاد هذا والفرح يملأ قلوبنا والعالم، علينا أن نعلن ونقول أن يسوع هو حقيقة وليس كما يظن البعض أنّه "ميثة" أو أسطورة، أو خرافة. نحن نؤمن أنّه إله حق وإنسان حق تجسّد وولد وصلب ومات وقبر وقام لأجل خلاصنا، وليس شخصية أسطورية خياليّة كبابا نويل Papa Noelفي العدد من تشرين الثاني - كانون الاول 2016 الذي تنشره جريدة Le monde des religions كان الموضوع الهام والأساسي هو حول شخصيّة يسوع المسيح: هل هو حقيقة واقعية وجدت في التاريخ والجغرافية والمجتمع. وأن جميع ما عاشه وعلّمه واتمّه من عجائب ومعجزات، وما تحمله من الآلام وعذاب وجلد وصلب وموت وقبر وقيامة هي أحداث تاريخيّة حقيقيّة أم هي "ميثة" من نسج الخيال والتوهم؟ او خبريّة لا واقع لها؟ أم هو أسطورة وحكاية مضخمة وخرافة من فيض هلوسات الدماغ وإبداعه لحقائق غير موجودة يولّدها إرضاءً لشفائه من معطوبيّته وتبعيّته وخوفه وعجزه وعدم أمانه وإستقراره أنا لست من هذه النظرية بل إيماني وعلمي يقولان لي حقيقة يسوع التاريخيّة المتجسّد والمولود من عذراء وأنه صُلب وعُذّب ومات وقبر وقام على عهد بيلاطس البنطي. وحدث يسوع حدث حقيقي تاريخ زمني.

 

المصادر التاريخية تاسيت، بلين الصغير هيرودتس
أهم المراجع التاريخية التي سجلها لنا بعض الكتاب والمؤرخين هي لـ تاسيت TACITE ولـ بلين لو جن Pline le jeune وهما من أشهر الكتاب الرومان باللغة اللاتينية وأنا قرأت، لمعرفتي باللغة اللاتينية، نصّيهما بلغتهما اللاتينية الأصلية، وهذان الكاتبان ليسا مسيحيّان كمار بولس في رسائله أو مار بطرس أو كما ورد في كتاب أعمال الرسل أو كتب عنه هيرودتس المؤرخ الكبير.

 

بعض يشك وبعض يؤكد

هذا الشك بحقيقة يسوع التاريخيّة راود بعض الكتّاب المعاصرين ومنهم اللاهوتي الأميركيRobert M Price  وهو ينكر حقيقة وجود يسوع "Jesus mythe ou realite" بينما يشدّد ويؤكد البروفسور Joseph Hoffuran على حقيقة وتاريخيّة وجود يسوع "Jesus mythe ou realite"  Jeremy andre.
 

كتاب مدروس وميرفت وجرجس

ويبقى كتاب الاب د. بيتر مدروس والأستاذة ميرفت عطيّة "حقيقة المسيح ومصداقيّة الإنجيل" سلسلة قضايا، منشورات المكتبة البوليسيّة - جونيه 2015. من أهم الدراسات في اللغة العربية حول هذا الموضوع في الصفحات (17 - 38) وفي هذا الكتاب العلمي الشيّق والهام نجد الكثير من المراجع والشواهد على حقيقة حدث وجود يسوع التاريخيّة والزمنيّة يجب قراءتها والتمعّن فيها.


صدر أمر من اوغسطس قيصر صعد يوسف ومريم الى بيت لحم
اوغسطس قيصر شخص وجد فعلاً في التاريخ وأوامره تسجّل في حوليات الامبراطوريّة الرومانيّة ويوسف ومريم كانا في الناصرة وأطاعا أمر القيصر وصعدا الى مسقط رأسيهما بيت لحم ليكتتبا هناك، كما هي العادة عندنا في ضياعنا وقرانا اليوم حيث نعود اليها في افراحنا واحزاننا والكثير من واجباتنا. هناك في بيت لحم ولدت مريم طفلها يسوع ولفّته بالأقمطة، وسمّته يسوع (لوقا).
هذه حقائق تاريخيّة واقعيّة وليست أساطير وقصصاً وحكايات وخرافات أو "ميثة" من الميثات Les mythes  غير الموجودة، بل هي من تخيّلات الخيال. ثم عاد يوسف ومريم ويسوع الى الناصرة حيث عاشوا هناك الى أن ابتدأ يسوع رسالته العلنيّة بعد عماده في نهر الاردن وظهور الروح القدس عليه بشبه حمامة وسماع صوت الآب يقول من السماء "هذا هو ابني الحبيب".
ونص لوقا الإنجيلي عن الميلاد يذكر الأحداث بدقة ويذكر الأشخاص بواقعيّة، الرعاة، هيرودس، الملوك المجوس وحتى الملائكة في السماء، ويسمّي يوسف ومريم ويسوع.

 

 الجغرافية تتكلم

وهناك أسماء رؤساء الكهنة حنانيا وقيافا وهناك إسم بيلاطس وهيرودس وسمعان القيرواني وقائد المئة الروماني واللص برأباس والكثير من الأسماء الواردة في الإنجيل خاصة أسماء الرسل وأسماء الأمكنة صور، صيدا، كفرناحوم، اورشليم، بحيرة طبريه، فهل يعقل أن تكون أسماء الأمكنة الباقية الى اليوم أيضًا هي أسطوريّة، خرافيّة، ميثيّة؟؟ صعب علينا جداً أن نقبل بهذا ونكذّب حتى الجغرافيّة.
ويبقى لنا أهم المراجع في الأناجيل وخاصة في كتابات دانيال روبس وكارل راهز، وكولمان، وبولتمان وكاسيرس والبابا بندكتس السادس عشر في كتابه العظيم الرائع والعميق عن يسوع الناصري والكثير من الكتّاب والباحثين والعلماء واللاهوتيين من جميع أنحاء العالم.
فيسوع هو موضوع إيماننا وحبّنا وهو تعذّب وتألّم وصلب ومات وقام لأجل خلاصنا ومن أجله استشهد الشهداء وتقدّس القديسون والنسّاك والأبرار.

 

خاتمة
أما نحن، فنؤمن بإله واحد آب ضابط الكل خالق السماوات والأرض، كلّ ما يُرى وما لا يُرى.
وبرب واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كلّ الدهور. إله من إله، نور من نور. إله حق من إله حق. مولود غير مخلوق، مساوٍ الآب في الجوهر، الذي به كان كلّ شيء، الذي من أجلنا، نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار إنساناً، وصلب عنّا على عهد بيلاطس البنطي، تألم ومات وقبر وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب. وصعد إلى السّماء وجلس عن يمين الله الآب. وأيضًا يأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات. الذي لا فناء لملكه... له القدرة والمجد الى أبد الآبدين، آمين.