لبنان
19 حزيران 2020, 09:30

زحلة صلّت مع كندا وأستراليا من أجل شفاء لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
رفع الزّحليّون مساءً، المقيمون والمنتشرون، الصّلاة من أجل شفاء لبنان من وباء الفساد تزامنًا مع وداع عيد الجسد الإلهيّ، ملبّين دعوة راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام يوحنّا درويش. فأقيمت الصّلاة في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- زحلة، بمشاركة راعي أبرشيّة كندا المطران ابراهيم ابراهيم وراعي أبرشيّة أستراليا المطران روبير ربّاط عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ.

كما انضمّ إلى المطران درويش لفيف من كهنة الأبرشيّة وراهباتها وشبيبتها، وعدد من المؤمنين، فضلاً عن مشاركة رؤساء الأندية الزّحليّة في مونتريال، تورنتو، أوتاوا، فرنسا، نيويورك، بوسطن، السّويد وسيدني.

في البداية، تلا المطران درويش صلاته فقال: "أيّها الرّبّ يسوع، ما أجزل عطاياك، وما أغزرَ نِعمكَ الّتي تمنحُنا إيّاها. جئناكَ اليوم بكلّ ثقة، وأنت الطّبيبُ الأعظم، نطلبُ منك، بثقة كبيرة، نعمةً خاصّة، ليس لنا وحدَنا بل لكلّ اللّبنانيّين، أن تشفيَ نفوسنا من آفة الفساد.

إنّنا نصرخُ إليك، يا إلهَ الرّحمة، ونُناجيكَ لِنثبُتَ في الصّلاح، ولا نتعلّقَ بأشياء الدّنيا، فنسعى بنعمتك إلى الاستقامة في حياتنا وفي تصرّفنا بخيرات الأرض. ساعدنا وساعد المسؤولين عنّا أن نعيشَ كلّنا بالصّدق والبرِّ والحقّ، بالفكر والقول والعمل، وأن نبتعدَ عن كلِّ سوء، يَضرُ بمصلحة الوطن. كما يقول صاحبُ المزامير: إنّ الله "يقضي للمسكونة بالعدل ويدين الشّعوب بالاستقامة" (مز9/8).

أيّها الخيرُ الأمثل، ويا بحرَ الصّلاح، ويا ذا الفضلِ الكبير، يسوعُ المسيح، امنحنا رُشدًا فنطرحَ عنّا مصالحَنا الشّخصيّة، فتصبوَ أرواحُنا إليك، موجّهين أشواقَنا ورغباتِنا وأعمالَنا، لا لتزدهر مصالحُنا ولا لتتكدّسَ ثَرواتُنا، بل ما نفعلُه ونقومُ به يكونُ لمصلحة النّاس ومصلحة الوطن، فنرتقيَ إليكَ أيّها الكلّيُّ الحُنوّ، ونغتنيَ بأعمال البِرِّ والأعمالِ الصّالحة.

أيّتها الأمّ العذراء مريم، يا قدوةَ العابدين، امنحينا بشفاعاتك، نصرًا على أميالنا الرّديئة، وساعدينا لننعطفَ إلى أعمال الصّلاح، فنتمتعَ بنزاهة في مسلكنا وفي خدمتنا وفي صلاحِ سيرَتِنا. بنعمة من الآب والابن والرّوح القدس. آمين."

بدوره، رفع المطران ابراهيم الصّلاة من كندا لأجل لبنان، قائلاً: "تحيَّة بالرّبِّ يسوع لأخي صاحب السّيادة المطران عصام يوحنَّا درويش الّذي دعاني مشكورًا للاشتراك معكم في رُتبة الصّلاة هذه. أُحيِّيكم جميعًا بكلمات الأمل- رغم سواد المرحلة- بأنَّ الخلاص آتٍ، فما علينا سوى الصّلاة والتّعالي عن الأنانيَّات لتوحيد القلوب في مواجهة الأزمة. إذا واجهنا المحنة أفرادًا، فإنَّنا لخاسرون لا محالة. أمَّا إذا اتَّحدنا وتعاضدنا، فلا بدَّ من أن نعبّر منتصرين، وقادرين على بناءِ دعائم العدل والازدهار وترسيخها.

أضُمُّ صوتي بالصّلاة إلى أصواتكم من أجل شفاء وطننا الحبيب لبنان من داء الفساد الّذي هو أشدُّ فتكًا وأذيَّة من أيِّ وباء آخر.

أؤكّد لكم أنَّنا- من خلف المحيطات- نعيش جراحكم، ونتألَّم معكم، ونشارككم الصّلاة كي يُولد لبناننا من مخاض مواسم الفساد الّتي تغلَّبت فيها المصالح الفرديَّة والطّائفيَّة على مصلحةِ الوطنِ. ولنشهد بداية مواسم الفرح والازدهار واستعادة كرامة الإنسان، وصياغةِ العَقدِ الاجتماعيّ الوطنيّ بمفاهيمَ جديدةٍ تواكِبُ الحداثَةَ والتّطوُّرَ، وتعطي للدّيمقراطيَّةِ والحرّيَّةِ والاستقلالِ والسّيادةِ والعدالةِ وكرامةِ الإنسان مضامينُها الحقيقيَّة.

لبنان عائدٌ أقوى ممّا كان. نقولها لأنَّنا أبناء الرّجاء والإيمان، ولا مكان فينا لليأس والاستسلام.

صلاتي أرفعها معكم اليوم إلى الله القدير كي يزيل عن لبناننا الحبيب شبح الفساد الّذي يولِّد الويل والخراب والجوع والقهر. وكي ينزِع عنه الحُزن الّذي صار بحجم جباله، ويزرع فيه الخير بدلاً من الدّموع."

أمّا المطران روبير ربّاط فشارك من أستراليا تاليًا هذه الصّلاة: "أيّها الرّبّ الإله، لا شكّ أنّ الحزن الّذي غمر قلبك حين رأيت شرّ الإنسان قد كثر على وجه الأرض في زمن نوح، يغمر قلبك من جديد وأنت تنظر في هذه الأيّام الى الأرض الّتي لامستها قدماك أثناء مسيرتك الزّمنيّة، لاسيّما أرض لبنان، حيث كثر الفساد بسبب انشغالات أكثريّة الشّعب وخصوصًا المسؤولين بينهم، الزّمنيّين والرّوحيّين، بإشباع رغبات الأنا وعدم السّعي للعمل من أجل الخير العامّ والاهتمام بالمحافظة على كرامة الإنسان.

لذلك نأتي إليك أيّها الرّبّ يسوع المسيح في هذا اليوم الّذي يصادف وداع عيد الجسد الإلهيّ، أنت الّذي منحنتنا جسدك ودمك مأكلاً ومشربًا حقيقيّين، طالبين منك ليس طوفان ماء جديد يمحو عن وجه الأرض لبنان والإنسان كالطّوفان الّذي حدث على عهد نوح، بل نلتمس رحمتك وشفاعتك بإسم الكثير من اللّبنانيّين الّذين على مثال نوح يجدون لديك نعمة، راجين أن يوقظ طوفان حنانك الإلهيّ الضّمائر النّائمة ويسقط العمى عن العيون الكليلة ويشعل القلوب بمحبّتك، ويصير همّنا كبارًا وصغارًا، مسؤولين وغير مسؤولين، مقيمين ومغتربين خير الآخرين والعمل على صيانة كرامة الإنسان ومسح الدّموع عن عيون الحزانى وإطعام الجياع والمحافظة على البيئة والرّفق بالحيوان، إذّاك نستطيع أن نعيش مكرّمين جميعًا في لبنان الرّسالة، مظلّلين بحنوّك الّذي لا قياس له.

إليك نطلب يا ربّ فاستجب وارحم."

هذا وكانت صلوات خاصّة تلاها الأرشمندريت عبدالله عاصي والآباء: مارون غنطوس، جاورجيوس شبوع، فادي الفحل وأومير عبيدي، والأخت ليزا القارح. كما شاركت الشّبيبة بتراتيل خاصّة وتلاوة بعض النّوايا والتّأمّلات.

وفي الختام، بارك المطران درويش المؤمنين من زحلة إلى كندا وأستراليا بشعاع القربان المقدّس.