رفضت الكفر بالمسيح فأحرقت بالنّار، من هي؟
فبفضل تربية أمّ مسيحيّة تحدّت تربية أبويّة وثنيّة، كبرت أنسطاسيا متتلمذة على يد كاهن تقيّ سارت بحسب إرشاداته الحكيمة في طريق القداسة والكمال.
وأمام إيمان أنسطاسيا العظيم، أجبر الوالد ابنته الزّواج بشابّ وثنيّ قاسٍ ومتعصّب، فكان زواجها استشهادًا أوّليًّا لها. ولكي تزيّن حياتها الزّوجيّة المُرّة بعطر التّقوى، كان الفقراء والمساكين عزاءها الوحيد، فالخدمة كانت قوتها اليوميّ والإحسان دافعها إلى الاستمرار بفرح. وها هو علم زوجها بأنّها مسيحيّة يُنزل بها العذابات المبرحة، لكن القدّيسة الشّهيدة أنسطاسيا صبرت برجاء، وكانت الصّلاة الحارّة ملجأها السّامي.
موت زوجها أراح جسدها من الجروح، إلّا أنّ موت مرشدها التي خدمته طويلًا غرس في قلبها رغبة اللّحاق به في سفك دمها لأجل المسيح. وكأنّ الله سمع دعاءها، فعندما تعرّضت لأمر الكفر بالمسيح، رفضت بكلّ جرأة، لتنال جزاها المتمثّل بإضرام النّار تحتها.
إلى البيت السّماويّ دخلت أنسطاسيا قدّيسة وشهيدة.. وفي ذكراها اليوم، نتأمّل كمؤمنين بحياتها المباركة ونغرف العبر المحيية لنعيش من أجل خدمة الآخر بالصّبر والفرح والإيمان!