رعيّة القديسين بطرس وبولس- حمص.. مهجّرة لكنّها صامدة بإيمانها
وعندما نتكلّم عن الوعر نعني رعية القدّيسين بطرس وبولس للروم الأرثوذكس التّابعة لأبرشيّة حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس وهي رعيّة حديثة نسبة لرعايا المدينة.
كاهن الرّعيّة المهجّر الأب بطرس جمل يسرد قصة الرّعية مع التّهجير بلغة تحمل في مضامينها لغة الصّمود والثّبات رغم الآلام والأوجاع، موضحًا أن العمل بالرّعيّة أو الكنيسة قد بدأ في العام 2001 بحيث تعد كنيسة القديسين بطرس وبولس من أكبر الكنائس في حمص من حيث العلو والمساحة ومبنية وفق الهندسة المعمارية الجميلة.
الاب بطرس اكد انه ومع اندلاع الأحداث في مدينة حمص السورية حضنت منطقة الوعر كل الاخوة الذين وفدوا اليها بسبب التهجير من حمص القديمة لكن وخلال النصف الثاني من العام 2013 بدأ ابناء الوعر يتركون الحي بسبب الوضع الأليم الذي تفاقم بسبب الازمة آنذاك.
وأضاف، صحيح ان ابناء الوعر قد غادروا منطقتهم لكننا ابقينا الكنيسة مفتوحة امام كل المؤمنين وبقي من رعيتنا 13 مؤمنا ومؤمنة من كبار السن يقصدون الكنيسة باستمرار للصلاة مانعين الحاق الاذى.
هذا وقد استذكر الاب بطرس النشاطات التي كانت تقيمها الكنيسة قبل التهجير والتي تتراوح ما بين الصلوات_ القداديس_التعليم الديني لكل المراحل_ عائلة ايمان ونور_فرق للسيدات ورعاية للصم والبكم وغير ذلك من النشاطات التي لا تعد ولا تحصى لا سيما ان الرعية تضم أناسا على درجة عالية من التعليم والثقافة ناهيك عن رحلات الحج الدينية والمحاضرات التوعوية وحضانة الاطفال التي كانت تأوي الاطفال والاولاد على اختلاف طوائفهم دون تمييز.
وحرصا من ان تبقى الرعية متماسكة نظمت الكنيسة سلسلة لقاءات بالتعاون مع دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس جمعت خلالها العائلات التي تهحرت لكي تبقى متماسكة غير مشرذمة بالاضافة الى برامج الدعم النفسي والمعنوي التي قدمتها الدائرة من اجل مساعدة ومساندة العائلات.
وختم الاب بطرس حديثه بالقول:" نعم ان هذه الحرب هي حرب مدمرة ليس لديها صفة بشرية ومن هنا علينا ان نعي كيف نمد الجسر الذي يوطد اواصر العلاقات بين سائر اطياف المجتمع السوري".