رسميًّا... إفتتاح دعوى تطويب وتقديس الأخت مريم للثّالوث
خلال الاحتفال، ألقى المطران شوملي كلمة بطريرك القدس للّاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا المتواجد في روما للمشاركة في الكونكلاف، وقد أشار- بحسب إعلام البطريركيّة- إلى "أهمّيّة هذا الحدث الكنسيّ الكبير الّذي يضيء على شهادة حياة راهبة شابّة، جمعت بين الألم والنّعمة، وعاشت بإيمان عميق وهدوء بطوليّ". وتخلّل الجلسة أداء القسم من قبل أعضاء المحكمة والنّائب العامّ التزامًا بمسؤوليّتهم في هذا المسار الكنسيّ، الّذي يشكّل خطوة أساسيّة نحو التّقديس.
ونشر الموقع البطريركيّ نبذة عن مريم للثّالوث، وفيها: "وُلدت لويزا جاك في 26 نيسان 1901 في بريتوريا، جنوب إفريقيا، لأسرة بروتستانتيّة، وفقدت والدتها لحظة ولادتها، فعادت الأسرة إلى سويسرا، حيث نشأت تحت رعاية خالتها. عرفت منذ طفولتها هشاشة صحّيّة عميقة ومعاناة داخليّة، تراوحت بين نوبات من المرض الجسديّ– لاسيّما السّلّ– وخيبات أمل عاطفيّة ومهنيّة قادتها إلى هاوية اليأس، حتّى أنّها كتبت في لحظة مظلمة: "الله غير موجود". لكن وسط هذه الظّلمة، شعّت نور نعمة مفاجئة، حين رأت في رؤية راهبة ترتدي زيًّا بنّيًّا داكنًا، ما أيقظ في قلبها شوقًا قويًّا للحياة المكرّسة ولسرّ الإفخارستيّا. بدأت بعدها مسيرتها في البحث عن الله، مرورًا بتجربة ارتدادها إلى الكاثوليكيّة، الّتي واجهت خلالها صعوبات عديدة بسبب ضعف صحّتها وقرب عهدها بالإيمان، لكنّها ثابرت بإصرار حتّى استقبلها دير الكلاريس في القدس سنة 1938، وهناك أخذت اسم "الأخت مريم للثّالوث"، وبدأت صفحة جديدة من حياتها– حياة صلاة وصمت واستماع لصوت الرّبّ في العمق.
توفّيت الأخت مريم للثّالوث في 25 حزيران 1942 عن عمر يناهز 41 عامًا، نتيجة إصابتها بحمى التّيفوئيد، وتركَت إرثًا روحيًّا غنيًّا تمّ جمعه في كتيّب نُشر لاحقًا تحت عنوان "الحوار الدّاخليّ"، وقد تُرجم إلى أكثر من إحدى عشر لغة. أكّد عالم اللّاهوت الشّهير هانز أورس فون بالتّازار، في تقديمه للطّبعة الفرنسيّة من الكتاب، على أهمّيّة السّمات السّائدة في روحانيّتها: الاستماع الدّاخليّ لصوت الرّبّ، والوعي العميق بالرّاحة الّتي يتركها الله لمخلوقاته في الاستجابة له، ونذر التّضحية كتعبير سامٍ عن التّخلّي الكامل أمام مشيئة الله، في جوهر إفخارستيّ عميق."