الفاتيكان
15 شباط 2022, 12:50

رسالة من البابا فرنسيس لمناسبة يوبيل العام 2025!

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس المجلس البابويّ لتعزيز البشارة الجديدة بالإنجيل المطران رينو فيزيكيلا، رسالة لمناسبة يوبيل العام 2025، موكلاً إليه "مهمّة إيجاد الأشكال الملائمة كي يتمّ تحضير السّنة المقدّسة والاحتفال بها بإيمان عميق ورجاء حيّ ومحبّة عامِلة".

وفي بداية الرّسالة، وبحسب "فاتيكان نيوز"،  قال البابا فرنسيس: "إنّ اليوبيل مثّل دائمًا في حياة الكنيسة حدثًا ذا أهمّيّة روحيّة وكنسيّة واجتماعيّة كبيرة، ومذ أعلن بونيفاسيوس الثّامن في العام 1300 السّنة المقدّسة الأولى– على أن يُحتفل باليوبيل مرّة كلّ مائة عام، ليصبح الاحتفال من ثمّ مرّة كلّ خمسين سنة، ثمّ كلّ خمس وعشرين سنة– عاش شعب الله المقدّس المؤمن هذا الاحتفال كعطيّة نعمة خاصّة تتميّز بمغفرة الخطايا، وخصوصًا بالغفران كتعبير كامل عن رحمة الله. إنّ المؤمنين، وفي نهاية مسيرة حجّ طويلة، غالبًا ما يستقون من كنز الكنيسة الرّوحيّ، من خلال عبور الباب المقدّس وتكريم ذخائر الرّسولين بطرس وبولس المحفوظة في بازيليكات روما. ملايين الحجّاج بلغوا هذه الأماكن المقدّسة على مرّ القرون، مقدّمين شهادة حيّة للإيمان".

وتابع البابا مذكّرًا باليوبيل الكبير لعام ألفين الّذي أدخل الكنيسة في الألفيّة الثّالثة من تاريخها، وتوقّف أيضًا عند "اليوبيل الاستثنائيّ للرّحمة الّذي أتاح لنا أن نكتشف مجدّدًا قوّة وحنان محبّة الآب الرّحيمة، لكي نكون بدورنا شهودًا لها"، وقال: "خلال العامين الأخيرين، لم يكن هناك بلد لم يتأثّر بشكل كبير بسبب الجائحة المفاجئة الّتي وفضلاً عن كونها جعلتنا نلمس لمس اليد مأساة الموت في وحدة، وعدم اليقين، غيّرت طريقة حياتنا. وكمسيحيّين قاسينا مع جميع الإخوة والأخوات المعاناة والقيود نفسها. فكنائسنا بقيت مغلقة، كما المدراس والمصانع والمكاتب والمتاجر والأماكن المخصّصة لأوقات الفراغ. إنّ الجائحة، وفضلاً عن الألم الّذي سبّبته، قد أثارت أحيانًا في نفوسنا الشّكّ والخوف والضّياع. كلّنا ثقة بأنّه يمكن تجاوز الجائحة وأنّ بإمكان العالم أن يستعيد إيقاعه في العلاقات الشّخصيّة والحياة الاجتماعيّة. وسيكون تحقيق ذلك أكثر سهولة بمقدار ما يتمّ العمل بتضامن فعّال، فلا يتمّ إهمال الشّعوب الأشدّ فقرًا."

وشدّد الأب الأقدس "على ضرورة أن نحافظ على شعلة الرّجاء الّتي أُعطيت لنا متّقدة، وعمل كلّ ما يمكن كي يستعيد كلّ واحد القوّة واليقين للنّظر إلى المستقبل بروح منفتحة وقلب واثق. إنّ اليوبيل القادم بإمكانه أن يساعد كثيرًا لإعادة تشكيل مناخ من الرّجاء والثّقة. ولذلك، اخترتُ شعار "حجّاج الرّجاء". إنّ كلّ ذلك سيكون ممكنًا إن استطعنا استعادة حسّ الأخوّة العالميّة، وإن لم نُغمض أعيننا إزاء مأساة الفقر المنتشر الّذي يمنع ملايين الرّجال والنّساء والشّباب والأطفال من العيش بطريقة تليق بالإنسان."

ووجّه البابا فرنسيس أفكاره نحو من اللّاجئين المُجبرين على ترك أراضيهم، ودعا إلى الإصغاء إلى أصوات الفقراء في فترة التّحضير لليوبيل.

وأضاف: "إذ نشعر أنّنا جميعًا حجّاج على الأرض حيث وضعنا الله لكي نفلحها ونحرسها، لا ينبغي أن ننسى طول الطّريق التّأمّل في جمال الخليقة والعناية ببيتنا المشترك. وأمل أن يتمّ الاحتفال بسنة اليوبيل القادمة وعيشها أيضًا بهذه النّيّة"، وأشار إلى أنّ "أعدادًا من الأشخاص في تزايد دائم، من بينهم الكثير من الشّباب، يدركون أنّ العناية بالخليقة هي تعبير أساسيّ عن الإيمان بالله والطّاعة لمشيئته".

كما أشار الأب الأقدس إلى أنّ "مرسوم الدّعوة إلى اليوبيل والّذي سيصدر في الوقت المناسب سيتضمّن الإرشادات الضّروريّة للاحتفال بيوبيل عام 2025"، وأضاف: "يُسعدني في فترة التّحضير هذه التّفكير في إمكانيّة أن تُخصص السّنة الّتي تسبق اليوبيل، أيّ عام 2024، لـ"سيمفونيّة" صلاة كبيرة. أوّلاً من أجل استعادة رغبة أن نكون في حضرة الرّبّ، ونصغي إليه ونسجد له. والصّلاة أيضًا لنشكر الله على عطاياه الكثيرة لمحبّته لنا، ولنسبّح عمله في الخليقة الّتي تُلزم الجميع بالاحترام والعمل الملموس والمسؤول من أجل حمايتها. الصّلاة كصوتِ "قلبٍ واحدٍ ونفسٍ واحدة" (راجع أعمال الرّسل 4، 32)، والّتي تُترجم في التّضامن ومشاركة الخبر اليوميّ. الصّلاة الّتي تتيح لكلّ رجل وامرأة في هذا العالم التّوجّه إلى الله الواحد، للتّعبير عمّا هو كامن في أعماق قلوبهم. الصّلاة كطريق رئيسيّ نحو القداسة. سنة صلاة مكثّفة تنفتح خلالها القلوب لنوال فيض النّعمة جاعلين من صلاة "الأبانا" الّتي علّمنا إيّاها يسوع برنامج حياة كلّ تلميذ له."  

وفي الختام، سأل البابا فرنسيس مريم العذراء أن ترافق الكنيسة في مسيرة التّحضير لحدث النّعمة هذا.