رسالة من البابا فرنسيس إلى برتلماوس الأوّل
عاد البابا فرنسيس بعد ذلك إلى الزّيارة الأخيرة الّتي قام بها البطريرك المسكونيّ إلى روما، فأعرب عن الفرح لتمكّنهما خلالها لا فقط من تقاسم القلق أمام حاضر العالم ومستقبله، بل وأيضًا من التّعبير عن الالتزام المشترك في مواجهة قضايا لها أهمّيّة كبيرة للعائلة البشريّة بكاملها، ومن بينها العناية بالخليقة، تربية أجيال المستقبل، الحوار بين التّقاليد الدّينيّة المختلفة والسّعي إلى السّلام. وهكذا، واصل قداسة البابا، نقوّي كرعاة ومع كنيستينا الرّباط العميق الّذي يجمعنا، حيث تنطلق مسؤوليّتنا المشتركة أمام التّحدّيات الحاليّة من إيماننا المتقاسَم بالله الآب كلّيّ القدرة خالق السّماء والأرض، بربّنا يسوع المسيح ابن الله الّذي صار جسدًا ليخلّصنا، ومات وقام من بين الأموات، وبالرّوح القدس مانح الحياة الّذي يناغم الاختلافات بدون إلغائها. وأكّد البابا فرنسيس على ضرورة التّطلّع بعزم، متّحدين في هذا الإيمان، إلى جعل شركتنا مرئيّة. وأضاف أنّه وبينما نعترف بأنّ هناك مواضيع لا تزال محور عمل الحوار اللّاهوتيّ بين الكنيستين فإنّه يرجو أن يعمل الكاثوليك والأرثوذكس معًا بشكل أكبر في المجالات الّتي لا فقط يكون هذا فيها ممكنًا بل من الضّروريّ أن نفعل هذا".
وفي ختام رسالته، أكّد البابا فرنسيس أنّنا وعلى الطّريق نحو الشّركة الكاملة بين كنيستينا مدعومين بشفاعة القدّيسَين الأخوين بطرس وأندراوس شفيعينا. وتابع أنّ الوحدة الكاملة الّتي نتوق إليها هي عطيّة من الله عبر نعمة الرّوح القدس. وتضرّع قداسته إلى الله كي يساعدنا على أن نكون مستعدّين لتلَقّي هذه العطيّة عبر الصّلاة والارتداد الدّاخليّ والانفتاح على طلب المغفرة ومنحها. ثمّ جدّد البابا بمشاعر الأخوّة هذه تمنّياته الحارّة لمناسبة عيد القدّيس أندراوس مبادلاً غبطة البطريرك عناق سلام."