أوروبا
10 تشرين الثاني 2023, 14:20

رسالة من البابا فرنسيس إلى المشاركين في منتدى باريس حول السّلام، ومضمونها؟

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد البابا فرنسيس مرّة جديدة أنّ الحرب تشكّل دائمًا هزيمة للبشريّة، إذ "لا توجد حرب تستأهل دموع أمّ ترى ابنها يُشوّه أو يموت؛ لا توجد حرب تستأهل موت شخص واحد، لأنّ الحياة لها قدسيّتها وكلّ شخص مخلوق على صورة ومثال الخالق؛ لا توجد حرب تستأهل تسميم بيتنا المشترك، أو تستأهل يأس من يُجبرون على ترك بلدانهم، بين ليلة وضحاها، والتّخلّي عن بيوتهم وعن روابطهم العائليّة والمجتمعيّة والثّقافيّة، الّتي بُنيت على مرّ الأجيال."

كلام البابا ورد في رسالة وجّهها اليوم إلى كبار الشّخصيّات العالميّة المشاركين في منتدى باريس السّادس حول السّلام، موقّعة من أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييرو بارولين، أمل في سطورها أن يتمّكن المنتدى الإسهام في بناء عالم أكثر عدلاً وتضامنًا وسلامًا، "في وقت نشهد فيه تكاثر الصّراعات المسلّحة، مع ما تحمل معها من آلام وظلم وما تُلحقه من ضرر في بيتنا المشترك".

وفي سياق رسالته، شدّد البابا على أنّ "السّلام هو عمل بطيء وصبور يتطلّب شجاعة والتزامًا ملموسًا من قبل جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصّالحة، والحريصين على حاضر ومستقبل البشريّة وكوكب الأرض". وأشار إلى أنّ "السّلام الدّائم يُنبى يومًا بعد يوم من خلال الامتنان والاحترام وتعزيز كرامة الشّخص البشريّ وحقوقه الأساسيّة، ومن بينها الحقّ في السّلام، الّذي هو شرط أساسيّ لممارسة باقي حقوق الإنسان".

ولفت إلى أنّ هذا العام تصادف الذّكرى السّنويّة الخامسة والسّبعين لتبنّي الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، وتساءل: "كم من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال، محرومون من الحقّ الأساسيّ والأوّليّ في الحياة وفي السّلامة الجسديّة والذّهنيّة، لاسيّما بسبب الصّراعات القائمة بين جماعات أو بلدان مختلفة؟ كم من الأشخاص هم اليوم محرومون من حقوقهم الأساسيّة بسبب الصّراعات، شأن الحقّ في مياه الشّرب والتّغذية السّليمة، كما أيضًا الحقّ في الحرّيّة الدّينيّة والصّحّة والسّكن اللّائق والتّربية الجيّدة والعمل الكريم؟ كم من الأطفال يُجبرون اليوم– بطريقة مباشرة أو غير مباشرة– على المشاركة في القتال وهذا ما يُلحق بهم ندباتٍ جسديّة ونفسيّة وروحيّة ترافقهم طيلة حياتهم؟".