الفاتيكان
28 تشرين الثاني 2023, 08:50

رسالة من البابا فرنسيس إلى المشاركين في لقاء الأسابيع الاجتماعيّة في فرنسا، ومضمونها؟

تيلي لوميار/ نورسات
لفت البابا فرنسيس إلى حاجة العالم اليوم إلى التّماسك الاجتماعيّ والأخوّة والمصالحة بين المجموعات والجماعات، في رسالة وجّهها إلى المشاركين في لقاء الأسابيع الاجتماعيّة في فرنسا، والمنعقد في الجامعة الكاثوليكيّة في ليون، دعاهم فيها كي "تعضد وجهة نظرهم للحقائق المعاصرة كنيسة فرنسا في رسالتها".

هذه الرّسالة حملت توقيع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وفيها قال بحسب "فاتيكان نيوز": "يسعدني أن أنضمّ إليكم في الفكر والصّلاة بمناسبة اللّقاء السّنويّ للأسابيع الاجتماعيّة في فرنسا. أنقل إليكم تحيّات قداسة البابا فرنسيس الحارّة الّذي يعرب لكم عن أطيب تمنّياته لكم بأعمال خصبة.

يعقد لقاؤكم هذا العامّ على خلفيّة حالة من عدم الاستقرار الدّوليّ مثيرة للقلق، تظهر، في فرنسا أيضًا، الحاجة إلى التّماسك الاجتماعيّ والأخوَّة والمصالحة بين المجموعات والجماعات. اليوم، أكثر من أيّ وقت مضى، نحن نفهم أهمّيّة البيئة المتكاملة، وفقًا لتعليم البابا فرنسيس، الّذي يعالج في الوقت عينه الأزمات الاجتماعيّة والبيئيّة ويوصينا بألّا نفصل ما هو مرتبط بشكل وثيق.

في الإرشاد الرّسوليّ "Laudato Deum"، الّذي صدر بعد ثماني سنوات من الرّسالة العامّة "كُن مُسَبَّحًا"، أكّد الأب الأقدس "أنّ ردود أفعالنا غير كافية فيما أنَّ العالم الّذي يستقبلنا ينهار وربّما يقترب من نقطة الانهيار". هو يذكّرنا أنّه على الرّغم من أنّ الالتزام الشّخصيّ بحماية الخليقة يشكّل جانبًا أساسيًّا من الحياة المسيحيّة، بقدر ما يشهد للإيمان بالله الخالق ويساهم في خلق ثقافة احترام البيئة، إلّا أنّه لا يكفي لمواجهة أزمة المناخ الّتي نعيشها حاليًّا. ولذلك من الضّروريّ "الشّروع في عمليّة جذريّة جديدة ومكثّفة تعتمد على التزام الجميع"، وتشمل السّياسة والعمل "من الأسفل" لمختلف الفاعلين الاجتماعيّين والهيئات الوسيطة.

وفي ضوء الرّسالة العامّة Fratelli Tutti، تصبح الدّعوة لبناء مجتمع تحرّكه مشاعر الصّداقة والأخوَّة اقتراحًا ملموسًا لاكشاف أشكال جديدة للتّعاون. إنَّ البابا فرنسيس يهنّئكم على واقع أنّ "العديد من مجموعات ومنظّمات المجتمع المدنيّ تساعد في التّعويض عن نقاط ضعف المجتمع الدّوليّ، وافتقاره إلى التّنسيق في المواقف المعقّدة، وافتقاره إلى السّهر فيما يتعلّق بحقوق الإنسان الأساسيّة. وبهذا المعنى، فإنّ مشاركة الأب الأقدس في مؤتمر الأمم المتّحدة حول تغيّر المناخ (COP28)، في دبي، هي شهادة على التزامه الّذي يشجّع جميع الكاثوليك على التّحرُّك ببصيرة وتصميم في المجال الاجتماعيّ. في الواقع، إنَّ الإيمان لا يفصل بين تلاميذ الرّبّ، بل يربطهم بشكل أعمق بمصير البشريّة، وجميع الكائنات الحيّة، والبيت المشترك.

لقد قال البابا فرنسيس: "إنّ حداثة الإنجيل، وهي حداثة جذريّة، ليست حداثة عابرة". لتعضد وجهة نظركم للحقائق المعاصرة، الغنيّة بتقارب المهارات ووجهات النّظر المتنوّعة، كنيسة فرنسا في رسالتها. وحدها حداثة الرّبّ يسوع هي جذريّة، وهي تشعُّ بشكل خاصّ بين الفقراء، بعيدًا عن منطق القوّة، حيث يقوم ملكوت الله بتغيير العقول والقلوب وبإعداد مستقبلنا. ولذلك ليكن رجاؤكم جذريًّا أيضًا!".