الفاتيكان
04 تموز 2022, 13:50

رسالة من البابا إلى شعبي جمهوريّتي الكونغو الدّيمقراطيّة وجنوب السّودان، ومضمونها؟

تيلي لوميار/ نورسات
ثبّت البابا فرنسيس الثّقة والرّجاء في شعبي جمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة وجمهوريّة جنوب السّودان، خلال رسالة مصوّرة توجّه بها إليهم يوم السّبت، في التّاريخ الّذي كان من المفترض أن يقوم خلاله برحلة حجّ للسّلام والمصالحة إلى هذين البلدين.

وفي رسالته قال البابا بحسب "فاتيكان نيوز":

"أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء لجمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة وجمهوريّة جنوب السّودان، صباح الخير! كما تعلمون، كان يجب أن أغادر اليوم في رحلة حجّ للسّلام والمصالحة إلى أراضيكم. إنّ الرّبّ يعلم مدى أسفي لأنّني أُجبرت على تأجيل هذه الزّيارة الّتي طال انتظارها. لكن لا نفقدنَّ الثّقة ولنغذّي الرّجاء بأن نلتقي في أسرع وقت ممكن.

في غضون ذلك، أودّ أن أخبركم، أنّني لاسيّما في هذه الأسابيع، أحملكم في قلبي أكثر من أيّ وقت مضى. أحمل في داخلي، في الصّلاة، الآلام الّتي تعيشونها منذ فترة طويلة جدًّا. أفكّر في جمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة، في الاستغلال والعنف وانعدام الأمن الّذي تعاني منه، لاسيّما في شرق البلاد، حيث تستمرّ الاشتباكات المسلّحة، وتسبّب آلامًا عديدة ومروّعة، تفاقمت بسبب لامبالاة الكثيرين وراحتهم. وأفكّر في جنوب السّودان، وبصرخة السّلام لشعبه، الّذي أنهكه العنف والفقر، وينتظر حقائق ملموسة من عمليّة المصالحة الوطنيّة، الّتي أرغب في المساهمة فيها ولكن ليس لوحدي، وإنّما بحجٍّ مسكونيّ مع اثنين من إخوتي الأعزّاء: رئيس أساقفة كانتربري ومدير الجمعيّة العامّة لكنيسة اسكتلندا.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء في الكونغو وجنوب السّودان، إنّ الكلمات لا تكفي في هذه اللّحظة لكي أُعبِّر لكم عن القرب الّذي أودّ أن أعبّر لكم عنه والعاطفة الّتي أشعر بها تجاهكم. وأودّ أن أقول لكم: لا تسمحوا لأحدٍ بأن يسلبكم الرّجاء! فكّروا، أنتم الأعزّاء على قلبي، كم أنتم ثمينون ومحبوبون في عيني الله، الّذي لا يخيِّب أبدًا الّذين يضعون رجاؤهم فيه! لديكم جميعًا مهمّة عظيمة، بدءًا من القادة السّياسيّين: وهي أن تطووا الصّفحة لكي تفتحوا مسارات جديدة، ودروبًا للمصالحة، ودروبًا للمغفرة، ودروبًا للتّعايش السّلميّ، والتّنمية. إنّها مهمّة يجب أن تأخذوها على عاتقكم من خلال النّظر معًا إلى المستقبل، إلى العديد من الشّباب الّذين يسكنون أراضيكم الجريحة، وتملؤوها بالنّور والمستقبل. هم يحلمون ويستحقّون أن يروا هذه الأحلام تتحقّق، وأن يروا أيّام سلام: من أجلهم، بشكل خاصّ، من الضّروريّ أن تلقوا الأسلحة، وتتغلّبوا على الأحقاد، وتكتبوا صفحات جديدة من الأخوَّة.

إلى شعبي جمهوريّة الكونغو الدّيمقراطيّة وجمهوريّة جنوب السّودان بالقول أودّ أن أقول لكم شيئًا آخر: إنّ الدّموع الّتي تذرفونها على الأرض والصّلوات الّتي ترفعونها إلى السّماء ليست عديمة الفائدة. سيأتي عزاء الله، لأنّ لديه "أفكار سلام لا شرّ". ومنذ الآن، في انتظار اللّقاء، أطلب من الله أن يحلّ سلامه في قلوبكم. وبينما يزداد يومًا بعد يوم الانتظار لكي أرى وجوهكم، وأشعر بأنّني في بيتي في جماعاتكم المسيحيّة النّابضة بالحياة، وأحتضنكم جميعًا بحضوري وأبارك أراضيكم، تزداد صلاتي، وكذلك مودّتي لكم ولشعوبكم. أبارككم من صميم القلب وأطلب منكم أيضًا أن تواصلوا الصّلاة من أجلي".