رسالة من البابا إلى شباب باناما
"إنّنا نقترب من اليوم العالميّ للشّباب الّذي سيُحتفل به في باناما في شهر كانون الثّاني/ يناير القادم وموضوعه جواب مريم العذراء على دعوة الله "أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُن لي بِحَسَبِ قَولِكَ" (لوقا 1، 38). إنّ كلمات مريم العذراء هي "نَعَم" شجاعة وسخيّة، "نَعَم" من فهم سرّ الدّعوة: الخروج من الذّات وخدمة الآخرين. إنّ حياتنا تجد معنى فقط في خدمة الله والقريب. وإنّ شبابًا كثيرين، مؤمنين أو غير مؤمنين، يُظهرون في نهاية فترة من الدّراسة الرّغبة في مساعدة الآخرين، فِعل شيء من أجل المتألّمين. هذه هي قوّة الشّباب، تلك القادرة على تغيير العالم... هي "ثورة" الخدمة.
أن نكون في خدمة القريب لا يعني فقط أن نكون مستعدّين للعمل؛ إذ ينبغي أيضًا أن نكون في حوار مع الله، في موقف إصغاء، كما فعلت مريم. لقد أصغت إلى ما قال لها الملاك ثمّ أجابت. ومن هذه العلاقة مع الله في صمت القلب، نكتشف هويّتنا والدّعوة الّتي يدعونا الرّبّ إليها والّتي يُعبَّر عنها بأشكال متعدّدة: في الزّواج، الحياة المكرّسة، في الكهنوت... هذه كلّها طُرق لاتّباع يسوع، من هنا أهمّيّة اكتشاف ما ينتظره الرّبّ منّا والتّحلّي بشجاعة قول "نَعَم". وإنّ إعطاء جواب إيجابيّ لله يشكّل الخطوة الأولى لكي نكون سعداء ونجعل أشخاصًا كثيرين سعداء".
وفي ختام الرّسالة، دعا البابا فرنسيس الشّباب الاستعداد من خلال المشاركة في المبادرات الّتي يتمّ تنظيمها، حاثًّا إيّاهم على التّمثّل بمريم العذراء ليكونوا شجعان وأسخياء في الجواب.