الفاتيكان
13 كانون الأول 2019, 14:25

رسالة من البابا إلى المشاركين في مؤتمر لإعادة النّظر في المعاهدة بشأن الألغام المضادّة للأشخاص

تيلي لوميار/ نورسات
بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المشاركين في المؤتمر الرّابع لإعادة النّظر في المعاهدة بشأن الألغام المضادّة للأشخاص، وقّعها أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، وكتب فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"بعد اثنين وعشرين عامًا على تبنّي هذه المعاهدة في مؤتمر أوسلو ما تزال أداة السّلام هذه محفّزًا يجعل بلدان الجماعة الدّوليّة تتّحد مع بعضها البعض كأعضاء في العائلة البشريّة الواحدة. إنّ هذه المعاهدة، الرّائدة في مجال تحقيق تعددّيّة ناجحة وملموسة، أثبتت على مرّ الزّمن جدواها أيضًا فيما يتعلّق بباقي الأسلحة، وهذه المبادرة ليست موجّهةً من خلال المصالح السّياسيّة والاقتصاديّة والأيديولوجيّة، بل تدفعها الالتزامات والواجبات الخلقيّة في جعل الكائن البشريّ والمسؤوليّة المشتركة في محور الاهتمامات... إنّ الرّجال والنّساء، والفتيان والفتيات، الّذين تأثّروا بشكل مباشر أو غير مباشر بهذا النّوع من السّلاح الّذي لا يميّز بين شخص وآخر، في الوقت نفسه إنّ هذه المعاهدة شكّلت انتصارًا لثقافة الحياة والسّلام على ثقافة الخوف والموت.

إنّ كلّ شخص يبحث عن السّلام يناضل ضدّ الخوف... إنّ الصّراعات تشوّه العلاقات بين النّاس وبين الدّول، في وقت يدفع فيه المدنيّون الثّمن الأكبر الّذي يترتّب على هذه النّزاعات المسلّحة... إنّ الألغام المضادّة للأشخاص، والّتي غالبًا ما تحصد ضحاياها بين الأطفال، تذكّرنا بشراسة الحروب ومآسيها. وإذ تعبّر هذه النّزاعات عن فشل الإنسان وإخفاقاته، تزيد هذه الألغام من مشاعر الخوف الّتي تقضّ مضجع النّاس وتقف عائقًا في وجه المصالحة والسّلام والتّنمية المتكاملة. من هذا المنطلق ينبغي ألّا يُنظر إلى الآخر كأنّه عدوّ، بل كإنسان لديه كرامته غير القابلة للتّصرّف... إنّ هدف المعاهدة الّذي يتمثّل في التّوصّل إلى عالم خالٍ من الألغام المضادّة للأشخاص مع حلول العام 2025، لا يعني أنّ هذه الألغام لن تستمرّ في استهداف الضّحايا، لأنّ قسمًا كبيرًا منها ما يزال مخفيًّا وبالتّالي يشكّل تهديدًا لجماعات بأكملها".

وأشار البابا فرنسيس إلى أهمّيّة تقديم الدّعم والمساعدة والرّعاية لضحايا الألغام المضادّة للأشخاص. "وهذا الأمر يتطلّب إعادة التّأهيل، والاندماج الاجتماعيّ والاقتصاديّ، فضلاً عن الدّعم السّيكولوجيّ والرّوحيّ"، محذّرًا من مغبّة أن يندرج ضحايا الألغام ضمن ما يسمّيه البابا بعولمة اللّامبالاة في ثقافة الإقصاء.  

وشجّع الأب الأقدس في رسالته الدّول التّي لم تنضمّ بعد إلى المعاهدة على أن تفعل ذلك وعلى السّعي إلى تطبيقها نصًّا وروحًا، مشدّدًا على ضرورة أن تفي الدّول الموقّعة على المعاهدة بالتزاماتها كاملةً مع التّذكير بالتّرابط القائم بين إزالة الألغام وإتلاف المخزون وتوفير الرّعاية للضّحايا.