رسالة مشتركة من البابا وويلبي وفير إلى القادة السّياسيّين في جنوب السّودان
"في هذا اليوم الّذي يطبع مرور عشر سنوات على استقلال جنوب السّودان، نرسل لكم تحيّاتنا الودّيّة، مدركين أنّ هذه الذّكرى تذكِّر بصراعاتكم الماضية وتشير برجاء نحو المستقبل. إنَّ أُمَّتكم تنعم بإمكانيّات هائلة، ونحن نشجّعكم على بذل جهود أكبر لكي تسمحوا لشعبكم بالتّمتّع بثمار الاستقلال الكاملة.
عندما كتبنا لكم آخر مرّة في عيد الميلاد، صلّينا لكي تختبروا ثقة أكبر فيما بينكم وتكونوا أكثر سخاءً في خدمة شعبكم. ومنذ ذلك الحين يسعدنا أن نرى بعض التّقدّم. لكن لسوء الحظ، لا يزال شعبكم يعيش في خوف وعدم يقين، وليس لديه ثقة في أنّ أمّته يمكنها أن تحيي في الواقع "العدل والحرّيّة والازدهار"، هذه الأمور الّتي يتغنّى بها نشيدكم الوطنيّ. لا يزال هناك الكثير ممّا يجب القيام به في جنوب السّودان لتشكيل أمّة تعكس ملكوت الله، حيث تُحترم كرامة الجميع ويتصالح الجميع. قد يتطلّب هذا الأمر تضحية شخصيّة منكم كقادة- والمثال القياديّ للمسيح يظهر ذلك بقوّة- واليوم نريد منكم أن تعرفوا أنّنا إلى جانبكم فيما تتطلّعون إلى المستقبل وتسعون لكي تميِّزوا مجدّدًا كيف يمكنكم أن تخدموا بشكل أفضل جميع سكّان جنوب السّودان.
نتذكّر بفرح وشكر اللّقاء التّاريخيّ للقادة السّياسيّين والدّينيّين لجنوب السّودان في الفاتيكان عام 2019 والوعود الكبيرة الّتي قُطعت في تلك المناسبة. ونصلّي لكي تطبع الوعود أفعالكم، لكي نتمكّن من زيارتكم والاحتفال شخصيًّا معكم ومع شعبكم، تكريمًا لمساهماتكم في وطن يحقّق آمال التّاسع من تمّوز يوليو لعام 2011. في غضون ذلك، نستمطر عليكم وعلى الجميع في جنوب السّودان بركات الله للأخوَّة والسّلام".