الفاتيكان
16 كانون الأول 2024, 06:40

رسالة البابا في يوم السلام: دعوة إلى تحويل القلوب والعقول

تيلي لوميار/ نورسات
يقدّم تقرير صحفيّ في المكتب الصحفيّ للكرسي الرسوليّ رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالميّ الثامن والخمسين للسلام، الذي يحتفل به في 1 كانون الثاني/يناير 2025، وفق "فاتيكان نيوز".

 

تمّ تقديم رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالميّ للسلام لعام 2025 بعنوان "اغفر لنا ديوننا: امنحنا سلامك" في الفاتيكان.

يشير البابا في رسالته إلى عام اليوبيل 2025 تحت شعار "حجّاج الرجاء" الذي يؤكّد المعنى العميق لليوبيل باعتباره عامًا خاصًّا للمغفرة الشاملة للخطايا والديون ولتحرير المظلومين.

وكان من بين المتحدّثين في المؤتمر الصحفيّ الكاردينال مايكل تشيرني، رئيس دائرة تعزيز الكرامة الإنسانيّة المتكاملة، وكريسان فيلانكورت مورفي، المديرة التنفيذيّة لشبكة التعبئة الكاثوليكيّة، وفيتو فونتانا، مصنّع الألغام الأرضيّة السابق الذي يعمل الآن مع منظّمة إنترسوس الإنسانيّة التي تقدّم المساعدات، ولا سيّما للأشخاص الذين تهدّد النزاعاتُ حياتَهم.

سلّط الكاردينال تشيرني الضوء على الأصداء بين الرسالة وسنة اليوبيل، موضحًا أنّ الرسالة تدمج المعاني الكتابيّة لـ"الخطيئة" و"الديون"، وحثّ على الغفران والتجديد والمسؤوليّة العالميّة.

وقال إنّ الرسالة تدعونا إلى تعزيز إيماننا بيسوع لمواجهة الظلم والشرّ في العالم، والالتزام بتحويل القلب والعقل، مسترشدين بالمحبّة والمسؤوليّة تجاه الآخرين، وخصوصًا الفقراء والأرض، كما تدعونا لى العمل من أجل نزع السلاح من خلال تبنّي منظور تحويليّ يعزّز الوحدة والرعاية، وإلى اتّخاذ إجراءات عالميّة مثل الإعفاء من الديون الخارجيّة، وإلغاء عقوبة الإعدام، ومكافحة الجوع.

أوضح الكاردينال تشيرني أنّ هذه الخطوات تصرّ على التسامح والعدالة والتضامن كمسارات للأمل والسلام في عالم مضطرب.

وأشارت كريسان فيلانكورت مورفي، التي تدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام في الولايات المتّحدة، إلى أنّ رسالة البابا تشدّد على التسامح كأساس للسلام.

وقالت إنّ رسالة البابا فرنسيس تتحدّى الأفراد والمجتمعات لمواجهة هياكل الخطيئة (وفق تعبير البابا يوحنّا بولس الثاني) وتعزيز الشفاء، لا سيّما من خلال العدالة التصالحيّة.

وأشارت فيلانكورت إلى أنّ الرسالة الشاملة هي دعوة إلى العمل، ودعوة إلى احتضان التسامح وتفكيك هياكل العنف، مثل عقوبة الإعدام، لبناء ثقافة الحياة والسلام القائمة على الرحمة والعدالة.

أمّا فيتو ألفيري فونتانا، منتج الألغام الأرضيّة الإيطاليّ السابق الذي غيّر حياته ورسالته ليصبح مدافعًا عن السلام والمسؤوليّة، فتحدّث عن كيفيّة ازدهار تجارة الأسلحة على وهم الحلول السريعة، وإدامة الصراعات من أجل الربح مع تجاهل المدى الطويل.

وتحدّث عن كيف تسلّط تعاليمُ البابا الضوء على أنّ الحرب والأكاذيب وعدم المساواة تمزّق المجتمعات بينما تفيد أقلّيّة صغيرة وقويّة وأنّ الأشخاص المتضرّرين من الحرب يطالبون بالعدالة وليس بالإحسان.

وكرّر فونتانا تأكيد أنّ أولئك الذين يستفيدون من الصراع هم الذين يتحمّلون المسؤوليّة الأخلاقيّة لإصلاح الضرر ودعم التعافي.

وبالتماشي مع فكر البابا، أعرب فونتانا عن اعتقاده بأنّ السلام الحقيقيّ يتطلّب الاعتراف بالدَيْن الجماعيّ على عاتق العالم تجاه المجتمعات التي تمزّقها الحروب، ويتطلّب الالتزام بالسعي إلى تحقيق المصالحة والعدالة والتعايش.