رسالة البابا إلى المشاركين في لقاء للحركات الشعبية في كاليفورنيا
شدّد البابا في رسالته هذه على ضرورة الوقوف إلى جانب الأشخاص المحتاجين، مؤكّداً أنّ من سمّاهم بالسامريين الصالحين سينقذون العالم، أي من هم قادرون فعلاً على الاقتراب من المعوزين والمتألّمين. انتقد البابا فرنسيس في رسالته رياء من يسعى إلى تحقيق الربح المادي ويتجاهل آفات المجتمع، ويقوم بالتلاعب بالضمائر ويدّعي أنّه لا يرى الجراح العميقة. ووجّه إصبع الاتهام إلى الأنظمة الاقتصاديّة التي تسبّب آلاماً كبيرةً وسط العائلة البشريّة، لكونها ترتكز إلى البحث عن الرّبح لا عن التّضامن.
وبالعودة إلى مثل السامري الصالح بالإنجيل، سلّط البابا الضّوء على صورة هذا الرجل الغريب الذي انحنى على الشخص الجريح، خلافاً للاوي والكاهن اللذين تجاهلا وصايا الله. وأكّد البابا فرنسيس أنّ الجراح التي يسبّبها نظام اقتصادي يضع إله المال في المحور غالباً ما يتمّ غضّ الطرف عنها. وانتقد من يتناولون هذه القضايا ويتحدثون عنها في الإعلام، دون السعي إلى إيجاد حلول لهذه الآفات الخطيرة. ووصف هذه التصرفات بعمليات النصب الخلقي، مؤكّداً أنّ هذه المشاكل موجودة وهي واقعيّة، شأن البطالة والعنف والفساد وأزمة الهوية وإفراغ الديمقراطية من معناها والأزمة البيئية.
هذا، ثمّ لفت البابا إلى أنّه لا يمكن غض الطرف عن هذه المشاكل إلى الأبد، لأنّه ستبرز إلى العيان عاجلاً أم آجلاً. وتحدّث عن خطر تصنيف الأشخاص بين قريب وغريب، بين من يحق له أن يكون جاراً ومن لا يحق له ذلك. وأكّد فرنسيس أنّ الرّب يعلّمنا أن نصير قريبين من الأشخاص المحتاجين إلينا كما أنّ الكنيسة مدعوة لتكون مثل صاحب النزل الذي أوكل إليه السامري الصالح الشخص المتألّم.
هذا، ثمّ شدّد البابا فرنسيس في رسالته على ضرورة أن يتصرف اليوم المسيحيون وجميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الحسنة، معتبراً أنّ الكثير من الوقت المناسب قد فات دون السعي إلى إيجاد حلول ناجعة لهذا الواقع المدمّر، مذكّراً بأنّ الحل يتحقّق بفضل المشاركة الفاعلة والناشطة للأشخاص. في ختام رسالته، عاد البابا بالذاكرة إلى اللّقاء الأخير الذي جمعه إلى ممثلين عن الحركات الشعبويّة، حين أكّد لهم أنّه لا يوجد أي شعب مجرم ولا يوجد أي دين إرهابي، وقال: لا يوجد إرهاب مسيحي، يهودي أو إسلامي، مشدّداً على أنّنا نعمل في سبيل السّلام من خلال مواجهة الإرهاب بالمحبّة والتّصدي للامبالاة والرياء وانعدام التسامح.