دينيّة
18 أيلول 2012, 21:00

رابطة الروم الكاثوليك استنكرت الفيلم المسيء الى المسلمين

(الوطنية - بيروت) عقد المجلس التنفيذي لرابطة الروم الكاثوليك اجتماعه الدوري برئاسة رئيس الرابطة مارون ابو رجيلي وحضور الأعضاء، تم خلاله التباحث بالأوضاع السياسية العامة ونتائج زيارة قداسة البابا الى لبنان والحفاوة التي استقبل بها.

واعتبر المجلس في بيان أن "لبنان واللبنانيين لن ينسوا زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر يوم عيد ارتفاع الصليب، حيث اتجهت أنظار العالم كله الى هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بإرادة أبنائه على تنوعهم الديني والذين شاركوا بكثافة خلالها بالالتفاف حول الزائر الكبير المميز الذي حمل الى لبنان والشرق سلامه ليعطيه اليهم، وليؤكد المؤكد على ثبات العلاقة الصادقة والبناءة التي تجمع بين مسيحيي لبنان والكرسي الرسولي، حيث ملأ الدنيا وشغل الناس وشرع أبواب المحبة، وزرع الأمل والإطمئنان والرجاء بقلوب المواطنين، وزود شبيبته بالإيمان والقوة لصنع السلام والانفتاح والحوار مع الآخر، وكرس العيش المشترك بتوقيع قداسته الإرشاد الرسولي ثمرة أعمال آباء الكنيسة الكاثوليكية واحبارها في الشرق الأوسط، كون الارشاد نتيجة لكل التفكير والهواجس والمشاكل والآفاق التي يراها آباء المجمع المقدس، وهذا ليس غريبا عن أرضنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا وأصالتنا ولا عن كنائسنا.

 
ورأى أن "زيارة قداسة البابا أكدت أن لبنان لم ولن يموت بالتطرف الديني ولن يسقط بالفتنة بين المسلمين والمسيحيين، بل سيستمر بالمحبة والانفتاح والتعايش والاحترام المتبادل، وقد كرست الزيارة هذا النهج بالعيش الإسلامي المسيحي الرائد في منطقة الشرق الأوسط الذي لن يقبل اللبنانيون بديلا عنه"، مؤكدا ان الزيارة أعطت الصورة الصحيحة عن الواقع في لبنان الذي يرفض أن يكون إلا وطن التلاقي، تجتمع على أرضه الديانات المتنوعة والحضارات وألوان الثقافات والتيارات الفكرية المتعددة، لبنان الذي يسهم في خلق الحوار والمصالحة ونشر هذه الثقافة بالمحبة والحرية وانسانية الانسان في أرجاء المشرق العربي الذي يزدحم اليوم بالمشاكل والأزمات والآلام".
وأمل "أن تكون زيارته وكلامه حافزا لإعطاء زخم جديد للجميع في الشرق وللمسيحيين عموما واللبنانيين خصوصا من أجل اتمام رسالة لبنان والسير معا بمضمون كلامه، وأن السلام الذي أعطاه ببركته عزيز على قلوب شعوب المنطقة والمتجذر في العدالة وكرامة الانسان واحترام الآخر، وتحقيقه من خلال الحوار في جو من التواصل والتسامح المتبادل"، متمنيا أن تكون الزيارة "أرض الشهادة والشراكة والحوار والمحبة التي يجسدها وطن الأرز وطن الحرية والديمقراطية، نور وبهاء لمنطقة الشرق الأوسط وللبنان الخالد كالأرز وأبنائه الأوفياء لقيمهم المتجذرة بالإيمان والقداسة والتضحية". 
 
وأشاد ب"الحفاوة التي استقبل بها قداسة البابا وبمستوى التنظيم الدقيق المميز لمراحل الزيارة كافة والتي تستحق التقدير والتنويه والثناء والشكر الى كل من شارك في إعداده من علمانيين وروحيين وعسكريين ولجان، عملت الى انجاح هذا التنظيم مع مؤسسات الدولة وأجهزتها من قوى أمن داخلي والجيش اللبناني لا سيما الحرس الجمهوري وتسهيلهم تحرك المؤمنين بالرغم من الحشود الكبيرة التي حضرت للمشاركة في نشاطات مراحل ومحطات زيارة قداسة البابا التاريخية". 
 
كما نوه ب"التغطية الاعلامية المحترفة التي نقلت الصورة الحقيقة لهذه الزيارة الى كل أنحاء العالم والتي أظهرت من خلالها وجه لبنان الرسالة والحضارة. 
 
واستنكر "الإساءة الكبرى التي لحقت بالمسلمين من جراء نشر فيلم "براءة المسلمين" المسيء للرسول والاسلام وأسلوب عيشهم، الأمر الذي يعكس سلوكا سياسيا متعمدا هدفه تشويه صورة الاسلام والمسلمين وتحريك مشاعرهم الدينية وتحريضهم على ردات الفعل، خصوصا بالتوقيت المشبوه الذي تم به عرض هذا الفيلم المقزز لتعكير الأجواء وخلق التشنج بين المسلمين والمسيحيين في العالم وفي الشرق الأوسط، تزامنا مع زيارة قداسة البابا الى لبنان ودعوته الى السلام والحوار والعيش المشترك بين الأديان".