لبنان
12 نيسان 2021, 10:20

رئيس الرّهبانيّة المارونيّة المريميّة الجديد ترأّس قدّاسه الأوّل في الأحد الجديد

تيلي لوميار/ نورسات
بعد تعيينه رئيسًا للرّهبانيّة المارونيّة المريميّة، ترأّس الأباتي بيار نجم قدّاسه الأوّل في كنيسة سيّدة اللّويزة- المقرّ العامّ للرّهبنة- زوق مصبح، بحضور شخصيّات دينيّة وسياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة.

بعد الإنجيل المقدّس، كانت عظة للأباتي نجم قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام: "بأجمل إعلان عرفته بشريّتنا وانتظرته الأجيال كافّة منذ آدم المسيح قام، قام المسيح بعد هول الآلام وجراح الظّلم والهوان، قام منتصرًا على كلّ حقد وظلم وألم وخوف، قام ليقيمنا من موتنا وألمنا ويأسنا، وليجسّد فينا الرّجاء بأنّ إرادة الحياة تنتصر، وأنّ الله هو سيّد التّاريخ ولحبّه الأقدس الغلبة والانتصار.

كم نحن بحاجة لهذا الرّجاء اليوم، وإنساننا يتألّم تحت صلبان شتّى. صلبان الفقر والألم والوحدة وقلّة العدالة. ووطننا يرزح تحت صليبه الثّقيل، صليب القلق والانقسام وانسداد آفاق الحلول، ومواطننا يجلد كما المسيح بسياط الفقر والمرض وفقدان الأمل بمستقبل أفضل. المسيح القائم من القلب هو المسيح القائم اليوم في وسطنا، يقول لنا كما قال لتوما كن مؤمنًا لا غير مؤمن. نحن، كتوما، نفتّش عن ضمانات. نرفض تصديق أنّ هناك بعد هول الصّليب رجاء وخلاصًا وقيامة. نحن توما الهارب من حقيقة القيامة. فهي حقيقة صعبة ومتطلّبة. كيف يؤمن وقد رأى السّيّد مشوّهًا، مهانًا، مصلوبًا. كيف ينظر في عيني يسوع وهو الهارب ليلة الآلام. لم يجرؤ على البقاء قرب إله دعاه وأحبّه حتّى موت الصّليب.

توما هو نحن، نريد مسيحًا سيّدًا قويًّا يصنع المعجزات، يشفي المرضى، يتكلّم بسلطان. ونرفض مسيحًا يعلن أنّ الخلاص يتمّ عبر بذل الذّات والموت فداء عن الآخرين، توما هو نحن، في قصّته قصّتنا. قصّة خوفنا من حدث يفوق إدراكنا، نرفض التّصديق، نفضّل أن نعتبر أنّ المسيح غائب عن حياتنا كي لا نتألّم من فقدانه مرّة أخرى. هي قصّة اتّكالنا المبالغ به على عقلنا وقوانا العاقلة وتفتيشنا عن حقيقة الله من خلال المنطق الإنسانيّ والدّلائل العلميّة. هي قصّة مجتمع لم يعد يؤمن إلّا بما هو ملموس وبما هو في متناول اليد. لقد حضر الرّبّ إلى العلّيّة مرّة أخرى من أجل توما هذه المرّة. فالرّبّ يرفض أن يخسر واحدًا من القطيع ولو كان القطيع كبيرًا جدًّا. فالرّبّ جاء من أجل الجميع وخلاصه لا ينتهي إلّا بخلاص من لا يزال خارجًا، لذلك أسلمنا أن نكمل الخلاص معه، أن نعلن خلاصه للعالم ونبشّر بقيامته في كلّ لحظة من لحظات حياتنا.

في هذا الأحد الجديد، أحد الرّحمة الإلهيّة، نسجد أمام إله رحوم تركناه فسامحنا، نفيناه فأحبّنا، خنّاه فبقي أمينًا".