متفرّقات
06 كانون الأول 2024, 10:40

رئيس الأساقفة غالاغر يحثّ منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا على استئناف "روح هلسنكي"

تيلي لوميار/ نورسات
في كلمته أمام المجلس الوزاريّ السنويّ الحادي والثلاثين لمنظّمة الأمن في أوروبا، حثّ أمين سرّ الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظّمات الأخرى الدولَ الأعضاء على تخطّي الانقسامات والعمل بشكل تعاونيّ لمواجهة التحدّيات العالميّة الحاليّة في "روح هلسنكي"، وفق "فاتيكان ينوز".

 

في الوقت الذي تستعدّ فيه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للاحتفال بالذكرى ال50 لتأسيسها في عام 2025، أعرب رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر عن "قلق الكرسي الرسوليّ الكبير" إزاء الانقسامات المتزايدة بين أعضائها. هذه الانقسامات تحجب، كما قال دبلوماسيّ الفاتيكان "جذور" المنظّمة وتؤثّر على عملها اليوميّ وسط تصاعد التحدّيات العالميّة.

"من الأهمّيّة بمكان الحفاظ على المنظّمة، أكّد أمين سرّ الفاتيكان للعلاقات مع الدول في أثناء مخاطبته المجلس الوزاريّ الحادي والثلاثين لمنظّمة الأمن والتعاون في أوروبا في فاليتا، مالطا.

يشارك ممثّلون عن 40 دولة من أصل 57 دولة عضو في منظّمة الأمن والتعاون، إلى جانب شركاء التعاون من منطقتي آسيا والبحر الأبيض المتوسّط في المناقشات التي تستمرّ يومين وتركّز على تقييم المشهد الأمنيّ الحالي عبر المنطقتيْن الأوروبيّة الأطلسيّة والأوراسيّة، ومعالجة التحدّيات المستمرّة، ومراجعة عمليّات منظّمة الأمن، فضلًا عن تعيين المناصب الأربعة الأولى فيها.

شدّد رئيس الأساقفة في بيانه على الأهمّيّة الحاسمة لدعم مبادئ منظّمة الأمن والتعاون المنصوص عليها في وثيقة هلسنكي الختاميّة لعام 1975، وثيقتها التأسيسيّة، للتصدّي للتحدّيات الجديدة التي تواجه العالم اليوم.

وأشار إلى أنّ هذا الاتّفاق التاريخيّ الذي يهدف إلى الحدّ من توتّرات الحرب الباردة يستند إلى فهم "أنّ السلام ليس مجرّد غياب الحرب أو الحفاظ على توازن القوى، بل هو ثمرة العلاقات الودّيّة والحوار البنّاء والتعاون بين الدول في الوفاء بالالتزامات بموجب القانون الدوليّ واحترام حقوق الإنسان العالميّة جميعها".

ومع ذلك، أشار إلى أنّ هذه الرؤية تتعرّض للخطر اليوم بسبب عدم وجود توافق إجرائيّ داخل منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا، ولكن "قبل كلّ شيء، بسبب الانهيار المتزايد للثقة المتبادلة بين بعض الدول المشاركة، وزيادة العدوان الأيديولوجيّ، والتجاهل الصارخ" لتلك المبادئ.

"يلاحظ الكرسي الرسوليّ بقلق تزايد التشرذم والانقسامات التي تحجب جذور المنظّمة وتؤثّر على عملها اليوميّ".

لفت رئيس الأساقفة غالاغر على وجه الخصوص إلى الحرب المستمرّة في أوكرانيا، إلى جانب التوتّرات الجيوسياسيّة الأوسع نطاقًا التي تسبّبت في التشرذم داخل المنظّمة، وكذلك التأخير المطوّل في شَغل المناصب القياديّة وعدم إحراز تقدّم في القرارات، مثل رئاسة عام 2026.

منبّهًا أنّ "قوّة المنظّمة وتفرّدها يكمنان في تنوّع وجهات نظرها التي تثري الحوار وعمليّات صنع القرار"، حذّر دبلوماسيّ الفاتيكان من تحويلها إلى منتدى "للدول ذات التفكير المماثل" وحذّر من أنّ التخلّي عن السعي إلى تحقيق توافق في الآراء قد يؤدّي إلى "إبادة ذاتيّة" أو تشويه "روح هلسنكي".  

وفي الختام، أكّد رئيس الأساقفة غالاغر مجدّدًا الدور الذي لا غنى عنه لمنظّمة الأمن والتعاون في أوروبا كمنتدى للحوار والتفاوض وحثّ الدول على استئناف روح "هلسنكي".