لبنان
15 أيار 2019, 12:30

رؤساء وممثّلو كنائس الأردنّ ينقلون إلى بكركي تعزية الأردنيّين قيادة وشعبًا وكنيسة

قدّم وفد من رؤساء وممثّلي كنائس الأردنّ، يضمّ: كاهن رعيّة الأقباط الأرثوذكس في عمان الأب أنطونيوس حنّا، ممثّل الرّوم الكاثوليك شاهر دبابنة، الوزير السّابق للرّوم الأرثوذكس سامي الهلسة، راعي كنيسة الفادي الإنجيليّة في عمان الأب فائق حدّاد، كاهن رعيّة مار شربل الأردنّ المونسنيور غازي خوري، رئيس المحكمة الكنسيّة اللّاتينيّة في الأردنّ الأب جهاد شويحات، ومديرة نورسات الأردنّ باسمة السّمعان، تعازيهم إلى البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، بوفاة المثلّث الرّحمة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وقد ألقى بعدها حدّاد كلمة المجلس قال فيها:

 

"إن عشنا فللرّب نعيش، وإن متنا فللرّب نموت، فإن عشنا وإن متنا فللرّب نحن،

ببالغ الحزن، وبقلوب تؤمن يقينًا بترتيب الرّبّ لحياتنا، وملء الثّقة بعرش النّعمة الّذي ينظر ويرى ويعاين الكنيسة المجاهدة على أرضنا، وبكامل الثّقة بربّ المجد يسوع المسيح، مخلّصنا المقام من بين الأموات، تلقّى أهلكم بالأردنّ نبأ انتقال مثلّث الرّحمات الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير إلى السّماء، حاملين معنا أيّها الأحبّاء أصدق التّحايا وأعمق المواساة وموفور التّعزيات من إخوانكم بالأردنّ، قيادة وشعبًا وكنيسة.

عزيز في عينيّ الرّبّ موت أتقائيه، وعزيز جدًّا بعيوننا انتقال هذه القامة الوطنيّة والعروبيّة والكنسيّة الكبيرة إلى السّماء، فبالحقيقة كان هذا رجلاً بارًّا، وانتقالة هذا خسارة كبيرة للكنيسة المشرقيّة، ولحضورنا العروبيّ عامّة، خاصّة وشرقنا الغالي يمرّ بأوقات عصيبة جدًّا بتاريخه العامّ، وبالحضور المسيحيّ المشرقيّ بشكل خاصّ.

لا شكّ أنّ غيابه عن المشهد، قد أحدث فراغًا ليس من السّهل إشغاله، لكن ثقتنا بالرّبّ يسوع وسط حزننا وألمنا على فراقه، نستذكر وعده الأمين للكنيسة بأن يكون معها طوال الدّهر، ووعده أيضًا بأنّ أبواب الجحيم لن تقوى عليها، تجعلنا نودّع مثلّث الرّحمات الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير بين يدي الله القديرة، واثقين ملء الثّقة أنّ الرّبّ سيملأ مكانه بنعمته ورحمته وعطفه على الكنيسة بهذا المشرق الغالي،

فلك يا غبطة الكاردينال مار بشارة الرّاعي منّا كلّ محبّة، وملء التّحيّة، ووافر الاحترام، وكثير الثّقة، إنّك خير خلف لخير سلف، ضارعين إلى ربّ الكنيسة وفاديها أن يرشد خطاكم ويقوّي أداءكم ويسند حضوركم لما فيه الخير والقوّة لمشهدنا المسيحيّ والوطنيّ  والحضاريّ المشرقيّ.

المشهد المسيحيّ العربيّ العامّ ينظر بعين القلق لمستقبل حضوره بهذا المشرق، وبالوقت ذاته ينظر بعين الثّقة والحبّ لقيادته الكنسيّة المشرقيّة، لتكون السّند الدّاعم، والمقوّي الفاعل، والمرشد الأمين، والقائد المقدام، لشهادتنا المسيحيّة المشرقيّة الّتي تمتدّ لقرون طويلة خلت.

الرّبّ أعطى والرّبّ أخذ، فليكن اسم الرّبّ مباركًا،

رحم الله الكاردينال صفير الرّاحل عنّا، ونستودعه إلى أحضان القدّيسين أمام عرش النّعمة، طالبين له الرّحمة، ولنا وللمحبّين والأهل والكنيسة وللشّرق الّذي أحبّه، تعزيات الرّوح القدس".