الأردنّ
20 كانون الثاني 2021, 13:35

رؤساء الكنائس يدعون إلى وحدة المسيحيّين وتفعيل الحركة المسكونيّة

نورسات/ الأردنّ
صحيح أنّ العقائد والتقاليد والصّلوات تختلف من كنيسة إلى أخرى، لكن كُثر من المعنيّين والمؤمنين عبّروا عن رغبتهم بتحقيق وحدة المسيحيّين وتوحيد الكنائس. أمّا رؤساء الكنائس فأثنوا بدورهم، وعلى مرّ الأعوام، على الصّلاة المشتركة بين جميع المسيحيّين وعلى تعزيز الحوار وبناء الجسور بينهم. وهذا ما يشكّل الهدف الأساس في رسالة مجلس كنائس الشرق الأوسط الّذي لطالما سعا إلى تعميق الشركة الروحيّة بين الكنائس وتوحيد كلمتها وجهودها.

خلال عظته الأسبوعيّة الّتي استضاف فيها "أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين" في كنيسة السيّدة العذراء مريم والأنبا رويس بالكاتدرائيّة المرقسيّة بالعباسيّة عام 2020، لفت قداسة بابا الإسكندريّة بطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثاني إلى أنّ " الأصل في المسيحيّة هو المسيحيّة الواحدة". وأضاف "أنّه نتيجة خطايا البشر وحبّ الذّات والأفكار الضيّقة وعدم قبول الآخر انتشر في العالم ما نسمّيه بهذا الانقسام، حيث ظلّت الكنيسة واحدة دون انفصال لمدّة 5 قرون". وعن "الإجتماع من أجل الوحدة" قال البابا تواضروس الثاني أنّه "بمثابة أمل ليكون الجميع واحدًا. والاستنارة لا يملكها كلّ أحد، فقد يملك الإنسان الإيمان ولكنّه لا يملك الاستنارة".

بدوره، أوضح غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر مفهوم الوحدة المسيحيّة في كلمة ألقاها خلال الصّلاة الّتي أقيمت في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس في دمشق، ضمن إطار سلسلة الصلوات في أسبوع الوحدة المسيحيّة، بعد دعوة من غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثاني. إذْ، أشار البطريرك يوحنّا العاشر أنّ الوحدة المسيحيّة "لا تعني امحاء الواحد بالآخر ولا تعني اقتناص الآخر إلى الحظيرة. الوحدة هي أن نقول كلّنا وبفم واحد: "كلّنا أخطأنا وأعوزنا مجد الله"... مخطئ من يظنّ أنّ الوحدة تقتنى فقط بالحوار البشري، على أهميّته. الوحدة المسيحيّة هي ضرورة وجود، وبرهان مسيحيّة، قبل أن تكون حصيلة حوارات... تبنى (الوحدة) وتستكمل بمقدار ما يسعى كلّ منّا للاتّحاد بالمسيح والانشداد له".

في السياق عينه، أكّد قداسة البابا فرنسيس في ختام مقابلته العامّة في 16 كانون الثاني/ يناير 2019 وقبل انطلاق "أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين" 2019 الّذي اتّخذ عنوان "وأظهر لنا أهلها عطفًا نادرًا " (أعمال الرسل 28:2)، " أنّنا هذه السّنة أيضًا مدعوّون إلى الصّلاة كي يعود المسيحيّون جميعًا عائلة واحدة في تماشٍ مع المشيئة الإلهية "فليكونوا بأجمعهم واحدا" (راجع يوحنّا 17، 21)". أمّا بالنّسبة للمسكونيّة، فشدّد فرنسيس في ندائه هذا على أنّ هذه الحركة "ليست أمرًا اختياريًا" مضيفًا أنّ " النيّة هي بلوغ شهادة مشتركة للعدالة الحقيقيّة ومساعدة أكثر الأشخاص ضعفًا، وذلك من خلال إجابات ملموسة وملائمة وفعّالة".

 

والجدير ذكره أنّ "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" يتميّز باحتفالات سنويّة تتجلّى بنشر كتيّب خاصّ بها يتضمّن تأمّلات وصلوات من مختلف الكنائس، إضافةً إلى عقد لقاءات وحوارات مختلفة. لكن وبسبب التداعيات الناجمة عن فيروس كورونا في كلّ أنحاء العالم، تمّ تأجيل بعض هذه الإحتفالات واستُبدلت بصلوات وندوات افتراضيّة إنطلاقًا من الكتيّب الّذي تمّ نشره بلغّات عدّة والّذي تولّى تعريبه مجلس كنائس الشرق الأوسط.

إذًا لنصلِّ معًا في هذا الأسبوع كي نكون جميعنا واحدًا كما أنّ الآب فيك يا ربّ وأنت فيه. دعنا أيها المخلّص أن نجتمع كلّنا فيك وتُصعد قلوبنا وأفواهنا بلا انقطاع صلاتك من أجل وحدة المسيحيّين