أميركا
21 تموز 2021, 08:45

ذخائر القدّيس شربل تبارك المؤمنين في مدينة لوس أنجلوس

تيلي لوميار/ نورسات
بالرّغم من أنّه لم يغادر لبنان يومًا إلّا أنّ القدّيس شربل جاب العالم كلّه من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، حاملاً معه سلام ربّنا يسوع المسيح. وليست صدفة إن قلنا إنّه أينما حلّت ذخائره حلّت البركة أيضًا وتجسّدت الأعاجيب بشفاءات فاقت كلّ الوصف.

شربل سكر بالله وأسكر معه المؤمنين الّذين بدأوا يحجّون إلى دير مار مارون في عنّايا منذ لحظة وفاته لأخذ البركة من جسده. ولأنّه يصعب على الجميع التّوجّه إلى حيث يتواجد ضريحه، قام القدّيس شربل بزيارة المؤمنين في كلّ دول العالم من خلال ذخائره الّتي جابت أصقاع الأرض كافّة. ومن عنّايا إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة سافرت ذخائر القدّيس وجالت في عدّة مدن وولايات، أوّلها كانت مدينة لوس أنجلوس الّتي استقبلت الذّخائر عام 2014 عندما أحضرها راعي أبرشيّة سيّدة لبنان– لوس أنجلوس المطران الياس عبد الله زيدان.

"كانت هذه الخطوة مهمّة جدًّا لتقوية الرّابط بين الجالية اللّبنانيّة في كاليفورنيا ووطنهم الأمّ لبنان"، كما شرح المسؤول في كنيسة "القدّيس جود" في ويست كوفينا– لوس أنجلوس المرسل اللّبنانيّ الأب رمسين الحاج.  

وأضاف: "عام 2014 زار سيّدنا المطران زيدان لبنان وعاد حاملاً معه هديّة ثمينة جدًّا وهي ذخائر لكلّ من القدّيسة رفقا والقدّيس شربل والقدّيس نعمة الله الحرديني. أذكر الفرحة الّتي عمّت قلوب المغتربين فتوافدوا ضمن مجموعات كبيرة من مختلف الولايات لأخذ البركة. بعدها جلبت بنفسي ذخائر جديدة للقدّيس شربل ووضعناها في الكنائس المارونيّة في ولايات أخرى ليصبح من السّهل على المغتربين زيارتها والتّبرّك منها أينما كانوا متواجدين".  

وجريًا على عادتها احتفلت الجالية اللّبنانيّة بعيد القدّيس شربل في كنيسة "القدّيس جود" بحضور عدد كبير من المؤمنين اللّبنانيّين والأميركيّين. إفتُتح الاحتفال يوم السّبت 17 تمّوز/ يوليو 2021 برسيتال دينيّ أحيته جوقة الكنيسة وقدّمت خلاله تراتيل للقدّيس شربل باللّغتين اللّبنانيّة والإنجليزيّة، تلا الرّسيتال عشاء احتفاليّ نظّمته الرّعيّة. أمّا في اليوم التّالي فأقيمت الذّبيحة الإلهيّة بحضور ذخائر القدّيس شربل الّتي تبارك منها المؤمنون، واختتم القدّاس بتوزيع بركة العيد من زيت وبخّور وصور للقدّيس.  

كان لافتًا حضور الشّباب إلى الكنيسة وتطوّعهم لخدمة القدّاس والرّسيتال، وفي هذا الموضوع يؤكّد الأب الحاج: "هناك عدد كبير من الشّباب اللّبنانيّ الأصل متعلّق بالتّقاليد اللّبنانيّة وأعياد القدّيسين والاحتفالات التّابعة لها، ويعود ذلك إلى البرامج الّتي وضعناها لحثّهم على المشاركة بالنّشاطات الدّينيّة. ولا يمكنني أن أنكر أنّ الأهل يلعبون دورًا كبيرًا من خلا تثقيف أولادهم وتزويدهم بكلّ المعلومات المتعلّقة بالتّقاليد والعادات اللّبنانيّة الاجتماعيّة والدّينيّة".    

كتب المؤمنون المغتربون نواياهم وصلواتهم على أوراق ووضعوها في مغلّفات ستُرسل قريبًا إلى ضريح القدّيس شربل في عنّايا. فماذا عساهم كتبوا؟ لعلّهم طلبوا منه التّضرّع لدى سيّدنا يسوع المسيح ليخلّص لبنان من محنته فيخرج البلد من أزماته المتتالية وينعم بالاستقرار. لعلّهم ذكروا أهلهم وأخوتهم وأصدقاءهم المقيمين في الوطن ليشفع بهم القدّيس شربل فيعطيهم الصّبر على تحمّل هذا الكأس المرّ.  

سطع نور القدّيس شربل منذ ليلة وفاته على كلّ الكرة الأرضيّة، هو الّذي لم يبخل على إنسان بأعجوبة، هو الّذي لم يعرف التّمييز الدّينيّ ولا العرقيّ، هو الّذي لم يقف بوجهه أيّ مرض أو حادث أو عائق، بالطّبع لن يتخلّى عن لبنان.