دير "مارمينا العجائبي" أحد أهم 57 تراثًا إنسانيًا عالميًا في الإسكندرية
ووضع البابا كيرلس السادس حجر أساس دير الشهيد مارمينا العجائبى بمريوط، وأعاد إحياء المنطقة فى 27 نوفمبر 1959، بمناسبة الاحتفالات الخاصة بذكرى استشهاد القديس مارمينا والذى يوافق 15 هاتور من الشهور القبطية.
الدير القديم، هو أحد المناطق الأثرية المهمة فى العالم، إذ تم تسجيل منطقة دير مارمينا الأثرية فى سجل أهم المناطق الأثرية بمنظمة اليونيسكو، ويعود تاريخ الدير القديم إلى وقت وصول رفات الشهيد "مارمينا" واستقرارها فى مزارها القديم بالآثار نحو عام (312 315)، وبنيت أول كنيسة للشهيد بمريوط بين عامى 320 325 م فى عهد الملك قسطنطين الكبير، وبتزايد عدد الزوار وطالبى المعجزات والتبارك بالقديس، جدد البابا أثناسيوس الرسولى الكنيسة الأولى ووسعها كثيرًا.
وعندما كثر عدد الزوار؛ بنى الأنبا ثيؤفيلس البابا 23 (385 412 م) كاتدرائية ضخمة شرق الكنيسة الأولى كما جدد ووسع الكنيسة الأولى وبنى فى غربها معمودية كبيرة.
ومع ذيوع شهرة القديس وازدياد عدد الزوار تحولت المنطقة إلى مدينة سياحية مهمة انتشرت فيها الكاتدرائيات والكنائس الرخامية والمنشآت العديدة: كالحماماتآثر والفنادق، وبازدياد عدد الرهبان إلى المئات أنشئ بالمنطقة دير كبير كان يزداد اتساعًا بمرور الوقت، وامتد نشاط بعض رهبانه للكرازة بأوروبا، وتحتفظ الكنيسة الأيرلندية فى صلواتها إلى يومنا هذا بصلاة خاصة للآباء الرهبان الأقباط.
وأصبحت المدينة بكنائسها مطمعًا للأجانب وغارات الفرس والبربر الأتراك، إلى أن جاء القرن الـ13 واندثرت المدينة وكنائسها بسبب التخريب الشامل الذى حل بها وعدم استتباب الأمن فيها، ثم انتقل جسد الشهيد مارمينا عبر رحلة طويلة من منطقة مريوط إلى كنيسته بفم الخليج فى مصر القديمة فى النصف الأول من القرن الـ14.
وبدأت عمليات الكشف الأثرى للمنطقة سنة 1905 على يد العالم الألمانى "كوفمان" ثم تلتها أبحاث أخرى على فترات متباعدة للمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية والمتحف القبطى بالقاهرة وغيرهم.
البابا الأنبا كيرلس السادس، بطريرك الكرازة المرقسية الاسبق، بالصلاة بين الأطلال فى أول عيد للشهيد بعد سيامته بطريركًا فى 1959، ثم إشترى البابا كيرلس السادس المساحة المقام عليها الدير الحديث المجاورة تمامًا للمنطقة الأثرية وبدأ التعمير من جديد.
وأعاد البابا الأنبا كيرلس السادس جزءًا من رفات الشهيد مارمينا العجائبى من كنيسته بفم الخليج إلى دير مارمينا بمريوط فى فبراير 1962، وبدأت عمليات الكشف الأثرى تأخذ صفتها المنتظمة منذ أن أنشأ البابا كيرلس السادس الدير الحالى حيث بدأ المعهد الألمانى للآثار بالقاهرة العمل منذ 1961 م بإشراف العالم الألمانى د. بيتر جروسمان لبضعة شهور سنويًا وسلم البابا كيرلس السادس أمانة الدير لتلميذه الخاص القمص مينا أفا مينا (وهو المتنيح الأنبا مينا أسقف الدير) والذى تم إقامة مزار خصيصا له بجوار البابا كيرلس بالدير الحديث عقب وفاته.
ووضع البابا كيرلس السادس حجر الأساس لكاتدرائية مارمينا بمريوط فى عام 1961 ولكن الإنشاءات بدأت فعلا عام 1969.
وعندما تنيح البابا كيرلس السادس فى 9 مارس 1971 م، تم دفنه فى دير مارمينا حسب وصيتة ونفذ البابا شنودة الثالث وصية البابا كيرلس السادس ونقل رفاته فى احتفال مهيب يوم 24 نوفمبر 1972 إلى الدير.
ووجهت منظمة اليونسكو عام 1979 عناية خاصة بمنطقة أبو مينا الأثرية، وأقرتها ضمن الـ57 منطقة فى العالم كتراث إنسانى، يجب العناية به والمحافظة عليه عالميًا، وقد أصدرت بهذا الصدد كتابًا عام 1982، يتضمن وصفًا موجزًا لكل من هذه الـ57 منطقة كتسجيل تاريخى لحضارة الإنسان.
وفى الثمانينات وبعد مشروع استصلاح الأراضى المحيطة بالمنطقة الأثرية ارتفع منسوب المياه بالمنطقة مما أدى الى انهيار بعض الأجزاء وحرصا على المنطقة تم ردم معظم الآثار تحت الأرض ومنها قبر الشهيد مارمينا لحمايتها من الانهيار، وفى عام 2005 قام المجلس الاعلى للآثار بالتعاون مع دير مارمينا بعمل دراسات مستفيضة لإنقاذ المنطقة ويتم حاليا تنفيذ مشروع كبير لخفض منسوب المياة الجوفية، وإعادة و ترميم " كبيسة البابا ثاؤفيلس".
وقد تم إنشاء مقبرة جماعية لشهداء كنيسة القديسين عقب وقوع حادث إرهابى كبير هز المجتمع المصرى فى مطلع عام 2011 قبيل ثورة 25 يناير مباشرة، ويتم حاليا إنشاء كتدرائية كبرى بجوار مقبرة الشهداء الجماعية ومؤخرا تم إنشاء مقبرة جماعية أخرى ضمت شهداء الكتدرائية المرقسية، فى الحادث الارهابى الذى وقع فى يوم أحد الزعف الماضى وتم وضع جثامين 7 شهداء أخرين.