دينيّة
06 أيار 2020, 07:00

دومنيك سافيو الصّغير... عملاق في القداسة

ميريام الزيناتي
طفل مرح، ذكيّ، قدوة صالحة، استهوته خدمة الكنيسة منذ الخامسة من عمره، فكانت الصّلاة رغبة قلبه الوحيدة، هو القدّيس دومنيك سافيو الّذي فضّل الموت على اقتراف الخطيئة.

ولد دومينيك سافيو في 2 نيسان/ أبريل، وترعرع في كنف عائلة تقيّة، بدأ في خدمة القدّاس في سنّ الخامسة، ما أبهر كاهن الرّعيّة الّذي كان يجده راكعًا مصلّيًا أمام عتبة الكنيسة حتّى بداية القدّاس.

محبّة دومنيك سافيو للمسيح وشوقه لتناول القربان دفعا بكاهن الرّعيّة إلى كسر القاعدة والسّماح له استثنائيًّا بالحصول على المناولة الأولى في سنّ السّابعة، ليأخذ سافيو من مقصد "الموت ولا الخطيئة"، هدفًا لمسيرته المسيحيّة.

في الثّانية عشر من عمره، قرّر سافيو أن يبدأ دروسه في الدّير ليصبح كاهنًا، فعرّفه كاهن رعيّته على الأب يوحنّا بوسكو الّذي ما إن رأى اندفاع الصّبي ولهفته للالتحاق بالدّير حتّى استقبله تحت جناحه، مؤكّدًا أنّه يرى فيه "قماشًا لصنع ثوب رائع وإهدائه للرّب".

التزم سافيو بتعاليم الدّير وثابر على دروسه واهتمّ برفاقه، معتبرًا أنّ "القداسة هي أن نكون دائمًا فرحين، متفاديين كلّ تصرّف سيّء أو سلبيّ، يسرق السّلام من القلب".

وفي أحد الأيّام تغيّب دومنيك سافيو عن الفطور، ليجده الأب بوسكو أمام القربان منخطفًا لمدّة سبع ساعات أفاض عليه الله فيها بنعمٍ خاصّة. 

مرض دومنيك سافيو الّذي تمنّى أن يلتقي البابا ليخبره عن حلم رآه فيه متقدّمًا بين أناس في سهل إنكلترا حاملًا مشعلًا مُضاءً، أيّ مشعل الإيمان الّذي سيفيض على المسيحيّين كافّة.

ازدادت حدّة مرض ابن الـ 14 عامًا ما استدعى نقله إلى قريته، حيث توفيّ مطمئنًا عائلته أنّه رأى كل من الرّبّ ومريم الّتي فتحت يديها لاستقباله.

كان دومينيك سافيو أداة لإيصال نعمة الله إلى كلّ من يحيط به، فأطلق عليه البابوات لقب "الصّغير العملاق في القداسة"، فعسى أن نتحلّى ببراءة هذا الشّاب الصّغير واندفاعه لخدمة الله، مبدّين على مثاله الموت على كلّ خطيئة.