دينيّة
10 أيلول 2017, 07:00

دموعها الغزيرة أثمرت غفرانًا وسلامًا..

غلوريا بو خليل
هو عالِم بالأفكار وشافي القلوب، لم يلتقه أحد إلّا وبدّل له حياته وصوّبها بمحبّة ورحمة.. هو الّذي يسامح الخاطىء ويغفر له، يعذر الجاهل ويساعده للوصول إلى برّ الخلاص.. هو يسوع المسيح الّذي قَبِل دعوة الفرّيسيّ ودخل بيته لينتشله من بؤرة الجهل، ويفتح له آفاقًا جديدة بثقافة جديدة، ثقافة قبول الآخر بمحبّة من دون أحكام مسبقة فمن يحبّ كثيرًا يُعطى له الكثير.

 

"وإذا بامرأة خاطئة كانت في المدينة، علمت أنّه على المائدة في بيت الفرّيسيّ، فجاءت ومعها قارورة طيب، ووقفت من خلف عند رجليه وهي تبكي، وجعلت تبُلُّ قدميه بالدّموع، وتمسحها بشعر رأسها، وتُقبّل قدميه وتدهنهما بالطّيب." (لو 7: 37 - 38). المرأة الخاطئة جاءت تطلب المغفرة على قدميّ يسوع غير آبهة بالفرّيسيّ ومدعوّيه، فتركها يسوع تفعل ما تريد إذ رأى صدق إيمانها وتوبتها لتكون عبرة للحاضرين، وأعلن غفران خطاياها وخلاصها أمام الجميع "غُفرت لك خطاياك" (لو 7: 48)، "إيمانك خلّصك فاذهبي بسلام" (لو 7: 50)، لتولد من جديد ويتقبّلها المجتمع. كما أعلن للفرّيسيّ ومدعوّيه السّلام المعطي للمرأة لينفتحوا على محبّة الله، كاشفًا عن هويّته الإلهيّة.

استفاض إنجيل لوقا إذًا بوصف دخول المرأة الخاطئة إلى بيت ذاك الفرّيسيّ، هي التي بكت خطاياها دموعًا غزيرة، مفنّدًا كلّ حركة قامت بها، شارحًا معانيها ومؤكدًا استحقاقها للمغفرة، فأين نحن اليوم من التّوبة الصّادقة وقبول الآخر؟