لبنان
25 آذار 2017, 12:23

درويش احتفل بعيد البشارة في الفرزل

احتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بعيد البشارة بقداس احتفالي ترأسه في كنيسة سيدة البشارة في الفرزل بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، كاهن الرعية الأرشمندريت جوزيف صغبيني والشماس الياس ابراهيم، في حضور جمهور من أبناء البلدة تقدمهم الوزير السابق الياس حنا وعقيلته ورئيس بلدية الفرزل ملحم الغصان.

بعد الإنجيل ألقى درويش عظة شرح فيها "أهمية البشارة في الحياة المسيحية"، وقال: "أحيي في البداية كاهن الرعية الأب جوزيف صغبيني وأحيي كل فرد منكم. لكم أيها الأحباء أحر التهاني والأماني بعيد رعية هذه الكنيسة سيدة البشارة. هذا العيد الذي حمل إلينا عبر التاريخ الأمل والرجاء. الفرزل تتمتع بإكرام خاص للسيدة العذراء وقد أشدتم كنيستين على اسمها: سيدة النياح وسيدة البشارة، بذلك أنتم تشهدون لمحبة أمنا مريم العذراء وقد جعلتموها سيدة لبيوتكم وشفيعة وملجأ أمينا لعائلاتكم".

أضاف: "اليوم هو ذكرى موعد العذراء مريم الممتلئة نعمة مع الملاك، يبشرها بمخلص العالم ورسول السلام، اريد في هذه العظة أن أبرز لكم جانبا من شخصية مريم كما أريد أن أسلط الضوء على دورها الهام في حياة كل مسيحي. البشارة هي بداية إعلان البشارة الجديدة وبداية الخلاص، هذا الحدث المفرح لم يكن بشارة فحسب، إنما هو نعمة للبشرية قبلتها مريم العذراء. ومنذ ذلك الوقت بدأ عالمنا بالخروج إلى النور. في هذا النهار وفي بلدة الناصرة بدأ الله يدخل في إنسانيتنا بقوة الروح القدس، فالأم العذراء بحبلها جعلتنا نشترك بألوهيته".

وتابع: "أولا نحن مريميون، ننتمي إلى مريم وهي الأم الحاضرة دوما لتقودنا إلى ابنها ومخلصنا يسوع المسيح، تتشفع لديه من أجلنا وتسرع لتلبي حاجاتنا لما لديها من دالة عند يسوع، كما فعلت في عرس قانا الجليل، لذلك نعتبر هذا العيد هو عيد كل مسيحي لأن المسيحي هو مريمي بامتياز، فنحن نحب العذراء ونقدم لها صلواتنا لتتشفع فينا، نصلي لها لتصالحنا مع الله، إنها السلم الذي يصعدنا بالنعمة من الأرض إلى السماء. العذراء أيضا مدرسة على كل مسيحي أن يدخلها وينتمي إليها. في هذه المدرسة نتعلم التواضع، إذ نسمعها تردد: "أنا أمة الله فليكن لي بحسب قولك"، وفيها أيضا نتعلم الخدمة كما خدمت في عرس قانا الجليل وعندما سارعت إلى مساعدة أليصابات. في مدرستها أيضا نتعلم الصلاة والتأمل والثقة بصلاح الله ومحبته والاستسلام لإرادته. لقد ملأ الله العذراء بنعمه، وهو أمين لا يسترجع هباته بل يعطيها باستمرار وكما اختارها لتحمل الكلمة، يختارني أيضا لأحمل كلمته وأعيش تعاليمه في حياتي وفي تصرفاتي".

وختم درويش: "اختار الله مريم لتكون مسكنا له، فيها سكن يسوع المسيح، كلمة الله. لذلك كان من الطبيعي أن يحل عليها الروح القدس، قدرة العلي، ليظللها كما كان الغمام في العهد القديم يظلل خيمة العهد. ونتيجة حضور الله في مريم تجسد كلمة الله وابن الله في أحشائها: "ومن أجل ذلك فالمولود منها سيدعى قدوسا وابن الله. فيا سيدة البشارة كوني لنا عونا وتشفعي لدى يسوع المخلص ليمنح بلادنا السلام. نسألك يا رب أن تفيض في قلوبنا نعمتك فنقضي ما تبقى من أيام صومنا بتوبة حتى نعاين بفرح، مجد قيامة المخلص المقدسة".

وبعد القداس، انتقل الحضور الى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التهاني بالعيد.