صحّة
28 شباط 2022, 07:15

دراسة تلقي الضوء على الأسباب البيولوجية للأرق مع التقدّم في السن

الوكالة الوطنيّة للإعلام
حلل باحثون أميركيون أسباب ازدياد معدلات الأرق مع التقدم في العمر، عبر درس الدوائر العصبية المرتبطة بالنوم واليقظة لدى الفئران، مما قد يسهم في تطوير علاجات أفضل لحل هذه المشكلة لدى البشر.

وقال الأستاذ في جامعة ستانفورد لويس دي لاسيا المشارك في إعداد الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" وبثتها "وكالة الصحافة الفرنسية"، إن "أكثر من نصف الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم الـ65 عاما يشكون من نوعية نومهم".

وترتبط قلة النوم بزيادة اخطار ارتفاع ضغط الدم والسكتة القلبية والسكري والاكتئاب. ويعالج الأرق عبر تناول حبوب منومة لا تكون دائما فاعلة.

وركز لويس وزملاؤه في بحثهم على الأوركسين، وهي نواقل عصبية تتكون عبر جزء صغير من الخلايا العصبية في الدماغ، ودرسوا زهاء 50 ألف ناقلة من مليارات عدة.

وعام 1998، اكتشف الأستاذ وعلماء آخرون أن الأوركسين تنقل إشارات تؤدي دورا حيويا في الحفاظ على اليقظة.

وأظهرت دراسات أن تدهور الأوركسين يمكن أن يؤدي إلى النوم القهري (النوم لفترات زائدة ونعاس لاإرادي) لدى البشر والكلاب والفئران.

واختار الباحثون فئرانا صغيرة (تراوح أعمارها بين 3 و5 أشهر) وكبيرة (تبلغ بين 18 و22 شهرا) واستخدموا الضوء لتحفيز خلايا عصبية معينة لديها.

أما النتيجة فأتت في فقدان الفئران الأكبر سنا نحو 38 في المئة من الأوركسين مقارنة بالفئران الصغيرة، فيما النسبة المتبقية فكانت تفرز بسهولة أكبر.

وأوضح لويس دي لاسيا أن "الخلايا العصبية تميل لأن تكون أكثر نشاطا وتعمل بشكل أكبر، وفي حال كانت خلاياكم كذلك فتستيقظون كثيرا".

وأشار باحثان من معهد فلوراي لعلم الأعصاب والصحة العقلية في أستراليا في مقال منفصل نشرته أيضا مجلة "ساينس" تعليقا على نتائج الدراسة، إلى أن "تحديد الآليات المسؤولة عن قلة النوم يمكن أن يساعد في تطوير أدوية أفضل".

وقال الباحثان: "إن العلاجات المتوافرة حاليا "يمكن أن تؤدي إلى صعوبات إدراكية أو انتكاسات"، وقد تأتي أدوية تعمل على أهداف أكثر تحديدا بنتائج أفضل".

ولفت لويس دي لاسيا إلى "ضرورة القيام بتجارب سريرية، لكن الأدوية المضادة للصرع يمكن أن تكون واعدة في هذا السياق".