صحّة
09 نيسان 2021, 06:00

دراسة تكشف عمّا يقلّل خطر الإصابة بالسمنة ويحسّن الصحة ويساعد على إنقاص الوزن!

روسيا اليوم
كشفت دراسة جديدة عن عادات الأكل والصحة، أن مشاركة وجبة الطعام مع أحبائك تقلّل من خطر الإصابة بالسمنة ويمكن أن تحسّن صحتك العامة.

وأجرى باحثون من جامعة كاتالونيا المفتوحة Foodlab، مقابلات مع عائلات وأطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عامًا في أوقات وجباتهم والصحة العامة.

ووجدوا أن روتين الوجبات العائلية، مثل مشاركة الطعام، والجلوس حول طاولة دون أجهزة رقمية أو إجراء محادثة ممتعة، مفيدة.

وقالوا إن وجبة نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي ​​تفضّل المحادثة وتناول الطعام بشكل أبطأ، ما يساعد الأطفال على التعرّف على الشعور بالامتلاء وبالتالي يمنع السمنة.

وكانت الوظيفة الرئيسية للدراسة هي التحقيق في السمة الرئيسية للنظام الغذائي المتوسطي - التنشئة الاجتماعية في وقت تناول الطعام وكيف تؤثر على صحة الأطفال.

وتوضح الباحثة في الدراسة، آنا باخ فايغ: "في الوقت الذي أدى فيه الإغلاق بسبب الوباء إلى إحياء الوجبات العائلية، تشير هذه الدراسة إلى أحد الجوانب الإيجابية المحتملة للوضع الذي كان علينا مواجهته".

وأجرى الفريق في المقام الأول مقابلة مع الأم في كل من العائلات الاثنتي عشرة، ثم حلّل أحد الجوانب الأقل دراسة في النظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ​​- التنشئة الاجتماعية.

وأرادوا أن يفهموا كيف أن التّحدّث في أوقات الوجبات، وكذلك كيف نأكل عندما نكون في مجموعة عائلية، يؤثر على صحتنا.

وأوضحت باخ فايغ: "النظام الغذائي الصحي ليس فقط ما نأكله ولكن أيضًا كيف نأكله. النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط ​​هو أكثر بكثير من مجرّد قائمة طعام، إنه نموذج ثقافي يتضمّن كيفيّة اختيار هذه الأطعمة وإنتاجها ومعالجتها واستهلاكها".

ولتحديد درجة التعايش في العائلات التي تمّت دراستها، قام الباحثون بتحليل وتيرة ومدّة الوجبات العائلية، وأين تمت، واستخدام الأجهزة الرقمية، وإعداد الطعام ونوع الاتصال.

ووفقًا للدراسة، فإن غالبية العائلات تناولت وجبة العشاء معًا فقط، وتنوعت العادات اعتمادًا على ما إذا كانوا يأكلون بمفردهم أو مع أحبائهم.

وكان يُنظر إلى الوجبات العائلية على أنها مكان للتواصل والتنشئة الاجتماعية، وفقًا للفريق البحثي.

وعندما خصّصت العائلات وقتًا أقل لهم، أو لم تجلس إلى الطاولة، أو تشتّت انتباههم بالأجهزة الرقمية أو لم تشارك في محادثة ممتعة خلال هذه التجمعات، فقد اتبعوا أيضًا حمية البحر الأبيض المتوسط ​​بدرجة أقل.

وبالنسبة لغالبية الآباء، كانت الوجبات العائلية مهمّة بشكل خاص عندما يكون لديهم أطفال في سن المراهقة، لأنهم يفضلون المحادثة وتوثيق الروابط الأسرية.

وأوضحت إحدى الأمهات اللواتي تمّت مقابلتهن: "يكون الأمر أسهل عندما يكون الأطفال صغارًا، ولكن في مرحلة المراهقة يكون هناك انفصال بينك وبينهم، وبفضل هذه المحادثات، يمكنك اكتساب نظرة ثاقبة على عالمهم".

وعلاوة على ذلك، اعتبرت الغالبية أنه من خلال هذه التجمعات العائلية، يصبح الآباء قدوة ويساعدون في إنشاء أنماط صحية لأطفالهم.

ويتوافق هذا الانطباع مع نتائج الدراسات الأخرى التي ثبت فيها أن تناول الطعام معًا كعائلة يرتبط بنظام غذائي صحي، مع المزيد من الفاكهة والخضروات، ومشروبات أقل سكرية.

وبالنسبة لخبيرة التغذية باخ فايغ، من الضروري الحفاظ على تقاليد الأكل من أجل ضمان فوائد النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط ​​وتعزيز صحة الأجيال الشابة.

ومع ذلك، منذ عدة عقود حتى الآن، فقد النظام الغذائي المتوسطي تأثيره في مواجهة ما يسمى بـ "النظام الغذائي الغربي"، والذي يتميّز بهيمنة الأطعمة المصنّعة وتناولها بسرعة، وغالبًا ما يكون ذلك أمام التلفاز.

وتؤكد الدراسة أنه من الضروري النظر في هذه الجوانب من أجل تعزيز اتباع نظام غذائي صحي بين المراهقين وتصميم حملات الصحة العامة.