دبلوماسيّو الكرسيّ الرّسوليّ اجتمعوا للصّلاة من أجل البابا فرنسيس
وفي عظته، تابع بارولين مسلّطًا الضّوء على ذكرى انتخاب الأب الأقدس فقال بحسب "فاتيكان نيوز": "يأتي هذا القدّاس في اليوم التّالي لمرور ١٢ عامًا على انتخاب البابا فرنسيس، وهكذا فإنّ صلاتنا تصبح أكثر زخمًا وحيويّة".
وحول طبيعة هذه الصّلاة، أضاف: "إنّها ليست صياغة طلب وذلك لأنّ الله يعلم ما نحن في حاجة إليه، علينا الاهتمام بالتّالي لا بالتّضرّع إلى الله طالبين ما نحتاج بقدر ما يجب أن نكون وقبل كلّ شيء في إصغاء للرّبّ. إنّ الأسلوب الأفضل لتقديم صلاتنا إلى الله هو في المقام الأوّل تقديم قلبنا منفتحًا على كلمته ومنتبهًا إليها."
"وبهذا التّصرّف فلنُصغِ إلى ما قال لنا إنجيل اليوم"، تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان مذكّرًا بكلمات يسوع حسب إنجيل القدّيس متىّ: "فإِنِّي أَقولُ لكم: إِن لم يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات". وأضاف: "بالإمكان ترجمة هذا النّصّ كالتّالي: إن لم تذهبوا أبعد من منطق البشر في البحث عن مشيئة الله فلن تلتقوه أبدًا. يدور البحث في المقام الأوّل مع الآخرين، فنحن مدعوّون إلى أن نبحث عن مشيئة الله في علاقتنا مع الآخرين، مع من هم بجوارنا، وعلى هذه العلاقة أن تقوم على المحبّة. إنّنا نعلم أنّ المحبّة هي اختبار محبّتنا لله." وذكَّر في هذا السّياق بتساؤل القدّيس يوحنّا "كيف يمكن لأحد القول إنّه يحبّ الله الّذي لا يراه إن كان لا يحبّ الأخ الّذي يراه؟".
ثمّ عاد أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان إلى الإنجيل مذكّرًا بكلمات يسوع: "سـَمِعْتُمْ أَنَّهُ قيلَ لِلأَوَّلين: ((لاتَقْتُلْ، فإِنَّ مَن يَقْتُلُ يَستَوجِبُ حُكْمَ القَضـاء)). أَّما أَنا فأَقولُ لَكم: مَن غَضِبَ على أَخيهِ استَوجَبَ حُكْمَ القَضاء، وَمَن قالَ لأَخيهِ: ((يا أَحمَق)) اِستَوجَبَ حُكمَ المَجلِس"، وقال: "هذه المساواة بين القتل والغضب ليست مبالَغة، إنّ الحروب الّتي تدمي عالمنا لا تولد في ميادين القتال، فإن كانت هناك ميادين قتال فذلك لأنّ كلّ شيء قد أصبح ميدان قتال، حتّى المدن والمناطق الّتي يسكنها المدنيّون. تولد ميادين القتال هذه في القلوب، من مشاعر الغضب والعداء، فالقلب هو مَن يُسلِّح اليد، ولكن تُسلّحها الأفواه أيضًا، فكم من مرّة قلنا إنّ السّعي إلى السّلام يتطلّب نزع سلاح الخطاب، أيّ عدم استخدام لغة عدوانيّة إزاء الآخرين."
توقّف بعد ذلك عند ضرورة المصالحة وذكَّر هنا بكلمات يسوع "إِذا كُنْتَ تُقَرِّبُ قُربانَكَ إِلى المَذبَح وذكَرتَ هُناكَ أَنَّ لأَخيكَ علَيكَ شيئاً، فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح، واذهَبْ أَوَّلاً فصالِحْ أَخاك، ثُمَّ عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك". وقال: "إنّ هذه هي دعوة إلى أن ننظر إلى داخل قلوبنا لنتعرّف على ما نحمل من مشاعر"، مشيرًا إلى قول يسوع: "سارعْ إِلى إِرضاءِ خَصمِكَ ما دُمْتَ معَه في الطَّريق، لِئَلّا يُسلِمَكَ الخَصمُ إِلى القاضي والقاضي إِلى الشُّرطِيّ، فتُلْقى في السِّجْن. الحَقَّ أَقولُ لَكَ: لن تَخرُجَ مِنه حتَّى تُؤدِّيَ آخِرَ فَلْس"، لافتًا إلى أنّ "يسوع لا يتحدّث هنا على الأرجح عن ديوننا المالية بل عمّا علينا من دَين للآخرين." وتساءل هنا "مَن منّا ليس عليه أن يسأل الآخرين العفو"، وشدّد بالتّالي على أهمّيّة الاعتذار وطلب المغفرة والّذي يعني إحداث تغيير جذريّ في التّصرّف.
وأشار هنا إلى أنّنا قد نشعر بصعوبة عمل هذا إلّا أنّ "الله يعلم أنّ هذه الكلمات تثير لدينا أزمة، ولكنّها أزمة مفيدة لأنّ الصّلاة خلالها ستجعلنا نعترف بتواضع بعدم قدرتنا بمفردنا، بأنّنا فقراء في حاجة إلى مساعدة، متحدّثًا عمّا وصفه "بمبدأ مسيحيّ أساسيّ آخر، ألا وهو أنّ الرّبّ لا يطلب منّا شيئًا مستحيلًا بل هو مَن يوفّر لنا الأدوات لتحقيق كلمته."
وفي الختام، شدّد بارولين على أنّنا "بإصغائنا إلى كلمة الله نفتح بالأحرى قلوبنا لنتلقّى عطيّة قبل أن نطبّق وصيّة"، وشكر الدّبلوماسيّين على رغبتهم بالصّلاة من أجل صحّة البابا فرنسيس كما وشكر المشاركين في القدّاس الإلهيّ، وقال: "إنّنا قد صلّينا معًا من أجل البابا وسنواصل رفع الصّلوات بشكل فرديّ".