الفاتيكان
25 تموز 2024, 07:00

دائرة عقيدة الإيمان تعترف برسائل "ينبوع الرحمة الثالوثيّة"

تيلي لوميار/ نورسات
بعث عميد دائرة عقيدة الإيمان برسالة، وافق عليها البابا، إلى الكاردينال أسقف كومو يمنح "غياب المانع" "nulla osta" في ما يتعلّق بالاختبارات الروحيّة في مزار ماتشيو، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

سمح دخول المعايير الجديدة لتمييز الظواهر الخارقة للطبيعة التي يبلَّغ عنها حيّز التنفيذ بـ "ضوء أخضر" جديد من دائرة عقيدة الإيمان، هذه المرّة في ما يتعلّق بالاختبارات الروحيّة في مزار ماتشيو في فيلا غوارديا، بالقرب من كومو في شمال إيطاليا.

في عام 2000، بدأ جيواكينو جينوفيزي، مدرّس الموسيقى ومدير الجوقة، متزوّج وأب لابنتين، يدرك من خلال "رؤى فكريّة"، "حضورًا حيًّا لسرّ الثالوث الأقدس". شخصٌ جادّ وحصيف لم يسعَ أبدًا إلى الأضواء، وبعد خمس سنوات دعا المزيد من الناس للمشاركة معه في العبادة والصلوات والتساعيّات.

بعد فحص أوّليّ لكتابات جينوفيزي وللظاهرة بشكل عامّ، سنة 2010، أعطى أسقف كومو آنذاك، دييغو كوليتي، كنيسة الرعيّة مكانةَ مزار بعنوان Santissima Trinità Misericorida "رحمة الثالوث الأقدس".

وفي 24 تموّز/يوليو 2024، تمّ نشر رسالة موجّهة إلى الكاردينال أوسكار كانتوني، أسقف كومو، من قبل الكاردينال فيكتور مانويل فرننديز، عميد دائرة عقيدة الإيمان.

وكان الكاردينال كانتوني قد كتب إلى الدائرة بشأن إمكانيّة إعلان "غياب المانع" لظاهرة ماتشيو وفقًا لأحكام المعايير الجديدة. في الرسالة، التي وافق عليها البابا فرنسيس، يقدّم فرننديز بعض التوضيحات حول كتابات جينوفيزي.

أوّلًا، يسرد عميد الدائرة الجوانب الإيجابيّة الموجودة في الرسائل: "الثالوث هو مصدر الرحمة وتحقيقها الكامل. في ضوء هذا المعتقد، فإنّ ما ذكرتْه الكتاباتُ الروحيّة والسلطة التعليميّة مرارًا وتكرارًا عن رحمة الله أو المسيح، يكتسب معنى ثالوثيًّا قويًّا. واختبار جينوفيزي يتماشى مع إعادة اكتشاف مركزيّة الثالوث الأقدس للإيمان والحياة المسيحيّين التي حدثت في القرن الماضي.

 

"في كتابات جينوفيزي يتمّ التعبير عن هذه الحقيقة بإصرار ورسالة الرحمة المتدفّقة من الثالوث مليئة بالجمال. في ابن الله الذي صار إنسانًا، منذ تجسّده وحتّى اليوم، تتجلّى لنا محبّة الشركة الثالوثيّة اللامتناهية":

"فيّ، أنا الكلمة المتجسّد، يا عروستي، ترين حبّي، وحناني، ورحمتي وتلمسينها، أنا الإله الواحد، وتتأمّلين، من دون أن تفهمي، إلّا فيّ أنا الكلمة، يا عروستي، عطيّتنا نحن الثالوث" (864).

يتمّ أيضًا تضمين مقتطفات أخرى من الرسائل في رسالة الكاردينال، بما في ذلك ما يلي:  

"تجسّدي هو عطيّة رحمة الثالوث!

كلمتي هي عطيّة رحمة الثالوث!

آلامي هي هبة الرحمة الثالوثيّة!

قيامتي هي عطيّة الرحمة الثالوثية!

أنا رحمة!" (49).

تتناول رسالة الكاردينال فرننديز أيضًا الجوانب التي تحتاج إلى توضيح. يلاحظ الكاردينال، "بالتأكيد ليس من السهل أبدًا على المرء أن يعبّر بكلماته، بدقّة، عن سرّ الثالوث الأقدس. وإذا كان هذا ينطبق على اللاهوتيّين العظماء وعلى السلطة التعليميّة للكنيسة نفسها، فما الحال عندما يحاول المرء التعبير بكلمات بشريّة عمّا يُعاش في اختبارٍ روحيّ. وهنا يحذّر الكاردينال فرننديز من بعض صيَغ التعبير، في رسائل جينوفيزي، التي قد تؤدّي إلى سوء فهم خصوصًا عندما يتعلّق الأمر باستعمال صيغة المفرد والجمع، ويعطي أمثلة، ويشرح التعبير الذي قد يشكّل خطرًا لكنّه يبيّن اتّضاح التعبير عينه في ما يليه ضمن الرسالة.  

لهذا السبب، ولتفادي أيّ تأويلٍ غير واضحٍ، يشدّد الكاردينال فرننديز على أن تكون الرسالة الصادرة عن دائرة عقيدة الإيمان، مقدّمةً لنشر أيّ مجموعةٍ من رسائل جيواكينو جينوفيزي.  

تكمن قيمة الرسائل التي تلقّاها جينوفيزي، بلغتها الرمزيّة، في محاولة التغلّب على الفصل المفرط بين الكريستولوجيا واللاهوت الثالوثيّ، داعيةً إلى إعادة اكتشاف "رحمة الثالوث" المنعكسة في كلّ عمل ليسوع.

وفي الوقت عينه الذي نشرت فيه دائرة عقيدة الإيمان رسالتها، نشر أسقف كومو المرسوم المُثْبِت لِـ"غياب المانع" وفقًا لأحكام المعايير الجديدة (لتقييم ظاهرةٍ ما إن كانت فائقة الطبيعة أم لا).