لبنان
16 كانون الأول 2019, 11:25

خيرالله في عيد الحردينيّ: لنتعاون ونتضامن من أجل بناء وطن جديد يليق بنا

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله، مساءً السّبت، قدّاسًا احتفاليًّا في دير مار قبريانوس ويوستيناـ كفيفان، في عيد القدّيس نعمة الله الحردينيّ، وعاونه فيه نائبه العامّ المونسنيور بيار طانيوس، ورئيس الدّير الأب بطرس زياده، بمشاركة كهنة الأبرشيّة وجمهور الدّير، بحضور شبيبة Clan Jean Paul II الّذين حملوا قرابين القدّاس، من حردين إلى كفيفان، سيرًا على الأقدام.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى خيرالله عظة بعنوان "لا تتشبّهوا بهذا العالم" قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "بفرح القلب وبإيمان ثابت نحتفل اليوم بعيد القدّيس نعمة الله الحردينيّ، قدّيس من أرضنا ومن شعبنا ومن تراثنا ومن رهبانيّاتنا، ومعًا نعود لنتغذّى من كلمة الله لنا لكي نأخذ أمثولة لحياتنا اليوميّة.

هو الّذي عاش في زمن مليء بالتّحدّيات والصّعوبات ويعود ليقول لنا اليوم: أنتم تعيشون اليوم فترة صعبة جدًّا وتعيشون ثورات من حولكم لا ثورة واحدة، تعيشون انتفاضات على بعضكم على الحكّام، على ما في هذا الدّهر لكن ميّزوا مشيئة الله. ويقول لنا أيضًا: تاريخكم يعلّمكم أنّ الّذي مرّ على أجدادكم وآبائكم وعائلاتكم، كان أكثر صعوبة ممّا تعيشونه اليوم. القدّيس نعمة الله توفّي في 14 كانون الأوّل في العام 1858 عن عمر 58 عامًا، لكنّه عاش فترة كان وطننا وشعبنا وكنيستنا يعيشون زمن حروب وانتفاضات وثورات واضطهادات ومذابح تفوق كلّ ما يحصل اليوم، ما بين 1840 و1860 مرّت علينا فترة 20 عامًا ضحّى شعبنا فيها كثيرًا وكذلك كنيستنا الّتي أعطت شهداء وقدّيسين، القدّيس نعمة الله، والقدّيس شربل، والقدّيسة رفقا كلّهم عاشوا هذه الفترة، عاشوها مع شعبهم وعاشوا معاناة الشّعب واضطهاد الحكّام والامبراطوريّات والظّلم والاستشهاد، القدّيسون الثّلاثة تقدّسوا في ظلّ ظروف صعبة عاشتها الكنيسة.
منذ 40 عامًا اندلعت الحرب في لبنان ولم تنته بعد، وقدّيسونا يقولون لنا "لا تتشبّهوا بهذا الدّهر"، التّحدّي كبير ونحن أبناء الله ونحن تلاميذ المسيح، تبعناه وتربّينا على الإيمان في عائلات مباركة مقدّسة والعائلات المباركة هي الّتي أعطت قدّيسين تربّوا على الإيمان والرّجاء والمحبّة وعلى السّلام والمصالحة، وعلى تمييز دعوة الله لمّا رفعوا قدّيسين على مذابح الكنيسة ولمّا أصبحوا قدوة ومثالاً لنا. نحن اليوم أيضًا نعيش مرحلة صعبة وحرجة لكن لا تخافوا، لقد مرّ علينا الكثير من الاضطهادات والحروب والمجاعات والمذابح والاستشهاد وبقينا معلنين إيماننا بفخر.
إنّ حضوركم الكبير اليوم يفرح القلب خصوصًا الشّبيبة الّتي أتت للصّلاة، شبابنا اليوم هم على حافّة اليأس وكلّنا ندرك ذلك، هناك من يحاول تيئيسهم لدفعهم على الرّحيل، إلّا أنّ شبيبتنا ليسوا كذلك، إيماننا معهم كبير ورجاؤنا كبير بالرّبّ يسوع المسيح، لأنّه يدعو كلّ شابّ أو شابّة منهم ليقول لهم: إتبعني أو إتبعيني لا تخافوا، سيروا بهذه المسيرة حتّى النّهاية، نحن في أبرشيّتنا أنهينا مجمعًا أبرشيًّا كان عنوانه وهدفه التّجدّد، تعالوا نتجدّد كلّنا بإيماننا وبثقتنا الكبيرة بالله الّتي لا يزحزها أيّ تحدّ من العالم.
نحن في النّهاية، وبرجائنا الكبير بيسوع المسيح، لسنا من هذا العالم بل من عالم السّماء ومن عالم القيامة والمجد الإلهيّ، تعالوا نقدّم صلاتنا لله بشفاعة العذراء مريم شفيعة القدّيس نعمة الله، الّذي كان يدعو في حياته لتكريمها وعبادتها، تعالوا نصلّي ونجدّد إيماننا وثقتنا ونقول للرّبّ يسوع: نحن معك، نميّز دعوتنا ونتعاون ونتضامن من أجل بناء مجتمع جديد ووطن جديد يليق بنا، نحن وشبيبتنا نستحقّ مجتمع عدالة ومصالحة وسلام، وحقّ كلّ إنسان أن يعيش بكرامة وحرّيّة، نسمع صوتك يقول لنا: أنتم المستقبل لا تخافوا أنا معكم حتّى منتهى الدّهر، لا تخافوا أنا غلبت العالم، وأنتم أيضًا ستغلبون العالم".