خيانة فرحمة فتبشير..
أوّلًا، في عيد مار بطرس، نستذكر خيانة المسيح ونتعلّم منها. فالجميع معرّض للخطيئة، معرّض لنكران ربّ الكون والميل بنظره بعيدًا عن تعاليمه ونوره المحيي. كلّنا معرّضون لإهماله والبعد عنه مخافةً من الحقيقة أو الاضطهاد أو الموت.
لكنّ الرّبّ ينتظر عودتنا إليه، ويتأمّل رجوعنا إلى أحضانه. هو يسعى إلى مغفرة أخطائنا ومدّنا بالرّحمة اللّامتناهية مطمئنًا قلوبنا ومهدّئًا أوجاعنا. هو غفر لبطرس بدون شروط وينتظر لجوءنا إليه ليتأمّل في توبتنا بدون شروط أيضًا.
هذا ما نتعلّمه من بطرس ومن محبّة يسوع اللّامتناهية، التي بها نغلب الموت.
ثانيًا، في عيد مار بولس، نستذكر أهمّيّة التّبشير ونتعلّم منها. بولس لم يفوّت فرصة إلّا وبشّر فيها بالمسيح. لم يأبه الاضطهاد ولا السّجن ولا التّهديد ولا القتل، بل تمسّك بإيمانه وسار بخطى الثّبات صوب البشارة.
لنتعلّم منه نحن المؤمنين الخجولين أن نتشجّع ونصرخ بالإيمان عاليًا. لنتسلّح بالرّجاء ونكرز بفرح وثقة مبشّرين بعظمة المسيح وبمحبّته.
لنحاول ردّ البعيدين وتثبيت القريبين وزرع النّور في ظلمات هذه الحياة، علّنا نتمثّل بالقدّيسين.
في عيد مار بطرس وبولس، فرصة لجميعنا إذًا أن نتجدّد بالإيمان!