العالم
20 تشرين الثاني 2024, 10:40

خشبة خلاص في خضمّ أمواج المادّة الهائجة

تيلي لوميار/ نورسات
رفض المطران إنيولو، رئيس أساقفة أبرشيّة نيروبي الكاثوليكيّة في كينيا التبرّعات الماليّة التي قدّمها رئيس البلاد إلى أبرشيّة كاثوليكيّة في كرسيه المتروبوليتانيّ، مشيرًا إلى أنّ الكنيسة لن تتعرّض للخطر من خلال العروض المقدّمة من السياسيّين، الذين يسعون إلى استخدام أحداث جمع التبرّعات الكنسيّة لتحقيق أهداف ذاتيّة، نقلًا عن آسي إفريقيا.

 

في بيانه الصادر مؤخَّرًا، قال المطران إنيولو، رئيس أساقفة نيروبي، العامصة الكينيّةْ "بأنْ، في حين أنّ السياسيّين مرحّب بهم في الكنيسة من أجل تغذيتهم الروحيّة، إلّا أّن لا بدّ لهم من أن يقوموا بذلك كمسيحيّين عاديّين، من دون استغلال مناصبهم لتحقيق مكاسب سياسيّة".

تمّ تداول البيان على نطاق واسع على منصّات التواصل الاجتماعيّ، حيث رفض فيه رئيس الأساقفة ما يزيد عن 5 مليون شلن كيني (38500.00 $) كان رئيس البلاد يعرضها على كنيسة سويتو الكاثوليكيّة في خلال القدّاس يوم الأحد 17 تشرين الثاني.  

كانت العروض النقديّة التي قدّمها رئيس الدولة الكينيّة مخصّصة لبناء بيت لكهنة الرعيّة، بالإضافة إلى مكافأة ماديّة لجوقة الكنيسة والطفولة التبشيريّة البابويّة.

 

كما وعد الرئيس بالتبرّع بحافلة للأبرشيّة الكاثوليكيّة الكينيّة، وهو الوعد الذي رفضه رئيس الأساقفة أنيولو.

وأوضح الأخير في البيان أنّ "التبرّعات السياسيّة" تجاه كنيسة سويتو الكاثوليكيّة تنتهك مشروع قانون نداءات جمع التبرّعات العامّة في كينيا لعام 2024 الذي يتطلّب الحصول على تصريح من نداءات جمع التبرّعات.

أكّد رئيس الأساقفة أنيولو أنْ سيتمّ ردّ هذه الأموال إلى الجهات المانحة المعنيّة، وأنّ أعضاء مؤتمر كينيا للأساقفة الكاثوليك حافظوا باستمرار على موقف حازم بشأن مسألة تبرّع السياسيّين بالمال للكنائس، وسلّطوا الضوء على المخاوف الأخلاقيّة والحاجة إلى حماية الكنيسة من استخدامها لأغراض سياسيّة.

 

قال رئيس الأساقفة أيضًا: "الكنيسة الكاثوليكيّة لا تشجّع استخدام الأحداث الكنسيّة مثل جمع التبرّعات والتجمّعات كمنصّات للترويج السياسيّ الذاتيّ"، وأضاف: "يتمّ حثّ السياسيّين على الامتناع عن تحويل المنبر إلى مسرح للخطاب السياسيّ، فمثل هذه الأفعال تقوّض حرمة أماكن العبادة".

 

وفقًا للأسقف المحلّيّ لأبرشيّة نيروبي، فإنّ الكنيسة مدعوّة إلى دعم النزاهة من خلال رفض المساهمات التي قد تهدّد "عن غير قصد" استقلالها، أو تسهّل "الإثراء غير العادل".

 

ذكر رئيس الأساقفة أنيولو أيضًا دعوة أعضاء مؤتمر أساقفة كينيا الكاثوليك إلى اهتمام السياسيّين في البلد الإفريقيّ بالقضايا المحيطة بالصندوق الوطني للتأمين الصحّيّ وما وصفوه بـ "الوعود التي لم يتمّ الوفاء بها، والأولويّات في غير محلّها، والأجندات الأنانيّة لتمديد فترات القادة المنتخَبين...."

 

وقال إنّ الكنيسة يجب أن تظلّ كيانًا محايدًا، متحرّرًا من التأثير السياسيّ، لتكون بمثابة مساحة للنمو الروحيّ وتوجيه المجتمع بشكل فعّال.