الفاتيكان
15 أيلول 2019, 10:46

ختام اللّقاء السّنويّ للأساقفة الشّرقيّين الكاثوليك في أوروبا مع البابا فرنسيس

إستقبل البابا فرنسيس، يوم السّبت، في القصر الرّسوليّ، الأساقفة الشّرقيّين الكاثوليك في أوروبا، وذلك في ختام لقائهم السّنويّ الذي عُقد في روما. وفي كلمته إلى ضيوفه، وجّه فرنسيس التّحيّة إلى الجميع، وشكر رئيس اتّحاد مجالس أساقفة أوروبا الكاردينال أنجيلو بانياسكو على كلمة التّحيّة التي وجّهها باسم الأساقفة، وقال بحسب "فاتيكان نيوز":

"إنّ اللّقاء الذي تُنظّمُه مجالس الأساقفة الأوروبيّة هو علامة على ثراء تنوّع طقوس الكنيسة الكاثوليكيّة في القارّة، والتي لا تقتصر على الطّقس اللّاتينيّ. وأنا أرى بين ضيوفي كثيرين من ممثّلي الطّقس البيزنطيّ، وأيضًا من الشّرق الأوسط والهند ومناطق أخرى، والذين وجدوا الضّيافة في الدّول الأوروبيّة.

 

وفي هذا السّياق، أُذكّركُم بحديث الوثيقة المجمعيّة القرار في الكنائس الشّرقيّة الكاثوليكيّة "Orientalium Ecclesiarum"  عن أنّ التّنوُّع في الكنيسة لا يضير وحدتها بل يُظهر قيمتها. وبالنّسبة إلى الزّيارة الرّسوليّة التي قُمتُ بها إلى رومانيا من 31 أيار/ مايو حتى 2 حزيران/ يونيو 2019 أتوقّف عندما شاركتُ في الاحتفال بتطويب 7 أساقفة شهداء من كنيسة الرّوم الكاثوليك؛ وهذه كانت فرصة لإبراز امتنان الكنيسة الكاثوليكيّة بكاملها وخليفة القدّيس بطرس لشهادة الوفاء للشّركة مع أسقف روما، والتي قُدمت مرّات كثيرة عبر التّاريخ وصولًا إلى بذل الدّم.

 

وفي هذا السّياق، أُؤكّد لكم أنّ الشّركة الكاثوليكيّة جزءًا من هويّة الأساقفة الشّرقيّين. وشفاعة الطّوباويّين والقدّيسين الشّهداء، الذين يختبرون الشّركة الكاملة في السّماء، تحثُّنا على مسيرة تنقية متواصلة للذّاكرة الكنسيّة، والتّطلُّع إلى وحدة أكبر مع جميع المؤمنين بالمسيح. وأُذكّركُم برغبة يسوع الحارّة "ليكونوا بأجمعهم واحدًا" (راجع يو 17، 21)، وأيضًا بأنّ المجمع الفاتيكاني الثّاني وقوانين الكنائس الشّرقيّة تتحدّث عن رسالة مُحدّدة للأساقفة الشّرقيّين في المسيرة المسكونيّة، وقد كان هذا أحد المواضيع التي تطرّق إليها لقاء الأساقفة.

 

وإنّنا اليوم، وحيث هناك الكثير من اللّامساواة والإنقسامات التي تُهدّد السّلام، مدعوّون إلى أن نكون صانعي حوار ومُشجّعين للمصالحة ومُشيِّدي حضارة لقاء. وأدعو الأساقفة الشّرقيّين إلى العمل من أجل مداواة جراح الماضي وتجاوز الأحكام المُسبقة والانقسامات، ومنح الرّجاء للجميع من خلال السّير جنبًا إلى جنب مع الإخوة والأخوات غير الكاثوليك.

 

وأنا التقيتُ بهؤلاء الإخوة والأخوات في مناسبات عديدة مُتحدّثًا عن مسيرة صلاة وتواضع ومحبّة. والأساقفة الشّرقيّين الكاثوليك يتقاسمون مع الكنائس الأرثوذكسيّة الينابيع الرّوحانيّة واللّيتورجيّة واللّاهوتيّة، وكم هذا جميل كونهم شهودًا لمثل هذا الغنى الكبير.

 

كما يُمكن التّعاون في مجال الدراسة والتبادل الثّقافيّ وإشراك الكهنة الشبّان ليُنشؤوا بذهن مُنفتح؛ ومن الضّروريّ في المقام الأوّل العمل على المساعدة المُتبادلة لعيش المحبّة إزاء الجميع.

 

وفي الختام، أدعوكم إلى الاستعداد لنسكن السّماء الواحدة التي نحن مدعوّون إليها، حيث سيسألنا الله فقط كم كنّا قادرين على محبّة القريب، كلّ قريب، وعلى إعلان إنجيل الخلاص. بالمحبّة وحدها يولد الفرح وينتشر الرّجاء."