دينيّة
25 تشرين الأول 2020, 08:00

خاصّ- يسوع الملك... والدّينونة الكبرى

غلوريا بو خليل
في الأحد السّادس والأخير بعد عيد الصّليب، يدعونا إنجيل القدّيس متّى (25/ 31- 46) المعنون "الدّينونة الكبرى"، للولوج في ماضي حياتنا وحاضرها لنتأكّد من أنّنا نعيش وصيّة الرّبّ يسوع في العمق مع أخينا الإنسان، فنستحقّ بذلك أن نكون عن يمين الرّبّ. وللتّأكّد من أنّنا على الطّريق الصّحيح، كان لنا حديث روحي مع كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم عن يسوع الملك الدّيّان.

"نتأمَّل في نصّ إنجيل متّى حيث نجد وصفًا آخرًا للدّينونة الرّهيبة، يوم مجيء ربّنا متجلّيًا بالمجد بين الملائكة وجنود السّماء، جالسًا على عرش القضاء؛ إذ ذاك تُجمع أمام عرشه جميع شعوب الأرض. منذ خلق آدم إلى ذلك اليوم العظيم! وبالسّهولة عينها الَّتي يميّز فيها الرّاعي الخراف عن الجداء، يميّز ربّنا الصّالحين عن الأشرار." بهذه المقدّمة استهلّ الخوري كرم حديثه وتابع قائلًا: "يتلو الرّبّ على الصّالحين حكمًا يدهشهم، إذ يفاجأون بأنّهم كانوا يشهدون للمسيح، في كلّ مرّة اهتمّوا بالمحتاجين والفقراء والغرباء، الّذين يدعوهم المسيح إخوته الصّغار. هنا إذًا نصّ الإنجيل هذا ليس سوى تطبيق لوصيّة الرّبّ: "أحبب قريبك كنفسك"."                                                                                 وأكمل: "أمّا الحُكم الثاني والمدهش، هو حين يصيح الدّيّان العادل للأشرار قائلاً "ابتعدوا عنّي يا ملاعين إلى النّار الأبديّة المعدّة لإبليس وجنوده!" إذ إنّ لهذا الحكم في الواقع مُسوّغات في الإنجيل أيضًا، وإنّ هؤلاء الأشرار في حياتهم لم يمدّوا يد المساعدة لإخوة يسوع الصّغار، الذين احتملوا في حياتهم الضّيق والألم وعدّهم العالم عارًا على الشّعوب. "إنّ ما لم تصنعوه إلى أحد إخوتي هؤلاء الصّغار فإليّ لم تصنعوه" (متّى 25: 45).

وأردف: "الخطأ الكبير هنا إذًا هو عدم الخدمة، عدم الالتزام، عدم المحبّة وعدم العطاء. إنَّها خطيئة الإهمال الَّتي تتساوى بخطيئة الفكر والقول والعمل الَّتي يرتكبها الإنسان ويُدعى إلى تجنّبها أو إلى النّدامة عنها. لذلك خطيئة الإهمال هي بنفس قوّة خطيئة العمل. خطيئة الإهمال تعني أن نهمل ممارسة فضيلة المحبّة الَّتي تحظى عند الرّبّ يسوع بقدر كبير من الأهمّيّة، والَّذي يجعل منها محورًا كبيرًا من شريعته بكاملها؛ عندما أجاب أحد الفرّيسيّين على سؤاله عن أعظم الوصايا قائلاً: "أحبب الرّبّ إلهك من كلّ قلبك وكلّ نفسك وكلّ ذهنك، وأحبب قريبك كنفسك" (لوقا 10: 27). هنا بين الوصيّتين رباط وثيق لا ينقسم، قال بشأنه يوحنا الرّسول "إذا قال أحد: "إني أحبّ الله" وهو يبغض أخاه كان كاذبًا لأنّ الذي لا يحبّ أخاه وهو يراه لا يستطيع أن يحب الله وهو لا يراه" (يوحنا الأولى 4: 20).

وعن عبرة للعيش، قال الخوري كرم مختتمًا: "إنّ عالمنا اليوم بحاجة ملحّة إلى:

- خُدّام الرّبّ يعملون بشهادة من أجل التَّعبير عن المحبّة، والتَّأكيد بأنّ الرّبّ هو سيّد الكون الأوحد، والخطيئة العظيمة الَّتي يقع فيها الإنسان المؤمن هي عدم الشَّهادة والالتزام.

-  شهود يبلّغونهم بشرى الخلاص بمحبّة ويكونوا في جهوزيّة من أجل العطاء بدون حساب ومعيار."