خاصّ- "يا مار شربل ما بدّي تشفيني".. صرخة جورج متّى الشّافية
وفي تفاصيل الأعجوبة الـ44 بعد عيد مار شربل، عانى جورج من سرطان المبولة وحتّم عليه إجراء عمليّة جراحيّة لاستئصاله، بحسب ما يروي لموقع "نورنيوز" الإخباريّ. إلّا أنّ "الخبيث" عاد ليتفشّى في حوضه ووركه ورئتيه وكليتيه ومعدته ويتمدّد في كلّ عظامه، ولتبدأ بذلك رحلة عذاب جديدة فرضت على جورج علاجًا كيميائيًّا منذ العام 2014.
خلال تلك السنّوات، وبالرّغم من ضعفه الجسديّ وآلامه الدّائمة وفقدان قدرته على الجلوس والمشي، لم يفقد جورج إيمانه الكبير. فكانت الصّلاة معزّيته الدّائمة، ويسوع ومريم والقدّيس شربل شفعائه الدّائمين الّذين أسكتوا أنينه وأنسوه وخز الإبر.
وفي أحد تلك الأيّام الصّعبة، وبعد أن أنهى علاجه الكيميائيّ، وبعد أن قطع الطّبيب المعالج الأمل من نجاته آمرًا بعودته إلى المنزل، أخذ جورج بركة من تراب مار شربل قدّمه إليه ابنه مع نقطة زيت مباركة، فتناولهما بإيمان وصلّى بحرارة إلى شفيعه قائلاً: "ما بدّي تشفيني لأنّ في أطفال أحقّ منّي وأمّهات بعدن ولادن وبيتون بحاجة إلهن.. بس يسّر لي أمري وما تعذّب مرتي وولادي معي.. وبكون ممنونك!".
تلك الخلطة المقدّسة الّتي ما خيّبت أمل كلّ ما تناولهما بإيمان صادق، ما خيّبت بدورها صاحب هذا القلب الّذي تخلّى في صلاته عن "الأنا" وكلّ ضعف بشريّ، وفعلت فعلها مع جورج. فبعد شهر من عودته إلى المنزل، تحسّنت حال جورج الصّحّيّة، وأعاد الفحص وإذا بالمرض يختفي كلّيًّا ويدفع الأطبّاء إلى إعلان الشّفاء التّامّ بطريقة عجائبيّة.
هذا الشّفاء لا يزال جورج يتحدّث عنه بلهفة وفرح باديين في صوته الّذي يغلّفه إيمان عميق وثقة كبيرة بالعناية الإلهيّة؛ شفاء قدّمه إلى مار شربل شاكرًا إيّاه على شفاعته، ومرسّخًا لمسته المباركة في سجلّ الأعاجيب الخاصّ بدير مار مارون- عنّايا، في 3 ك1/ ديمسبر الماضي.