دينيّة
21 حزيران 2020, 07:00

خاصّ– هل تختار عالم الجسد أو عالم الرّوح؟

غلوريا بو خليل
يسوع يبتهج بالرّوح ويكشف سرّ الآب والإبن للصّغار في هذا الأحد المبارك في إنجيل القدّيس لوقا (10/ 21 – 24)، وهو حدث استثنائيّ استحقّ الطّوبى للتّلاميذ. وللوقوف على رأي وشرح كنسيّ لهذا النّصّ الإنجيليّ، كان لموقعنا حديث ليتورجيّ مع سفير السّلام العالميّ الكاهن في رعيّة أنطلياس الأب الدّكتور طوني غانم الأنطونيّ.

إستهلّ الأب غانم حديثه قائلًا: "في هذا الأحد الرّابع من زمن العنصرة، تضعنا الكنيسة أمام خيارين: إمّا أن نختار عالم الجسد، أو عالم الرّوح."

وأكمل موضحًا: "في رسالة القدّيس بولس إلى أهل كورنثس يميّز الرّسول بين الإنسان الرّوحانيّ والإنسان الأرضيّ، داعيًا المؤمنين إلى السّير بهديّ الرّوح.  يقابل بولس في هذا النّصّ بين روح الإنسان وجسده، على قاعدة المحبّة التي هي علاقة الله بروحه. فما من أحد يعلم ما في الإنسان غير الرّوح الذي فيه وبالتّالي، ما من أحدٍ يعلم ما في الله غير روح الله."

وتابع الأب الأنطوني مضيئًا على مشهديّة النّصّ الإنجيليّ، فقال: "ونرى الرّبّ يسوع في إنجيل لوقا، يبتهج بالرّوح، شاكرًا الله الآب لأنّه ساعد التّلاميذ الضّعفاء في رسالتهم، فنجحوا فيها وعادوا فرحين وبالتّالي، نراه يبتهج لأنّه كشف سرّه للتّلاميذ الأطفال، "الحكماء والفهماء". هذا السّرور يَلِي صلاة يسوع بعد إرسال التّلاميذ وعودتهم، ليخبروا الرّبّ عن نجاح مهمّتهم. يسوع لم يبتهج كما فرح التّلاميذ لأنّ رسالتهم قد نجحت، بل كان ابتهاجه بالرّوح القدس. فرح يتخطّى حدود هذا العالم ويجمع الإنسان بالله مصدر الفرح الحقيقيّ. هو فرح الدّخول في المجد السّماويّ، هي لمسة إلهيّة، يختبرها من هو في اتّحاد بالله، ويضع رجاءه فيه، ويبحث عن فرحه في إتمام كلمة الله في حياته."

وإختتم قائلًا: "ونحن اليوم نرى أنفسنا في هؤلاء التّلاميذ، وفي الطّوبى التي أعطاها الله لهم، نسمعها توجّه إلينا أيضًا. نحن الّذين نلنا الرّوح القدس بالعماد وآمنّا من دون أن نرى، نحن الّذين نثق من دون أن نلمس، ونؤمن لأنّنا نحبّ. نحن الّذين نضع أنفسنا في خدمة البشارة، في حياتنا اليوميّة، في كلّ عمل محبّة نقوم به تجاه الآخرين، في كلّ كلمة مؤاساة، في كلّ لمسة حنان، في كلّ نظرة تعزية، في كلّ كلمة تشجيع، في كلّ سلام، في كلّ لحظة مغفرة، وفي كلّ قبول للإختلاف، نكون مشاركين في خلاص الرّبّ، ونسمعه يقول لنا "طوبى لكم". هذه هي المعرفة الحقّة، المعرفة التي تحبّ، لا المعرفة التي تفهم."