دينيّة
06 كانون الثاني 2020, 08:00

خاصّ- هذا هو سرّ المعموديّة، فهل نعي هذه الحقيقة؟

غلوريا بو خليل
ظهور علنيّ للمسيح مفاجىء على ضفاف نهر الأردن، هو الإله جاء ليعتمد على يد الصّوت الصّارخ المعدّ لطريق الرّبّ، يوحنّا المعمدان، ليظهر لنا سرّ الثّالوث الأقدس ومن هنا تبدأ المسيرة، مسيرة الخلاص. ولفهم هذا النّصّ الإنجيليّ للقدّيس لوقا (3/ 15 - 22) كان لموقعنا حوار مع الأب جوزف عبد السّاتر الذي أمعن في شرح هذا الحدث مفصّلًا إياه قائلًا:

 

"هذا النّصّ له أهميّة كبيرة حتّى من ناحية الموقع الذي يحتلّه، فهو يأتي مباشرة بعد أناجيل الطّفولة وقبل بدء حياة يسوع العلنيّة. ورسالة يوحنّا المعمدان قد تمّت من خلال إعلان وصول يسوع، مسيح الرّبّ. في رسالة يوحنّا المعمدان، نجد ثلاثة أبعاد: الدّعوة إلى التّوبة وإعلان اقتراب الدّينونة، البُعد الأخلاقيّ وكيفيّة وجوب التّصرّف في الحياة اليوميّة. أما البُعد الثّالث، أيّ البُعد المسيحانيّ الخلاصيّ الذي يبتدىء به إنجيلنا، فيوحنّا يعلن أنّه لا يتعلّق به، بل بالمسيح الآتي. يوحنّا يعلن اقتراب الدّينونة ويدعو إلى التّوبة. برسالته، يتمّم يوحنا نبوءة أشعيا (أش 40/ 3-5) ويعلن المرحلة الأولى من خلاص شعب الله."

وتعمّق الأب عبد السّاتر في التّجلّي الإلهيّ الذي حدث قائلًا إنّه "يتضمّن ثلاثة عناصر: إنفتاح السّماء الذي يشير إلى التّواصل الذي تمّ بيسوع بين السّماء والأرض، وحلول الرّوح القدس الذي يعلن للجماعة أنّ يسوع هو المسيح الممسوح بالرّوح القدس والمُرسل من الرّبّ، والصّوت الإلهيّ الذي لم يكن متّجهًا ليسوع، فيسوع عرف منذ كان طفلًا أنّ الله هو أبوه (لو 2/ 49) إنّما كان جوابًا على سؤال الشّعب عمّن يكون المسيح (3/ 15)."

وإستطرد الأب عبد السّاتر: "معمودّية المسيح هي دعوة لنا، دعوة إلى المعموديّة، فبالمعموديّة نعلن أنّنا مُلك الله، نرفض الشّيطان وكلّ تعاليمه، نعلن أنّ خيرنا الأوحد هو الله وحده. هي دعوة إلى التّوبة: الله لا يختار كمالي، فهو أحبّني رغم ضعفي، ورغم خطيئتي، ويبدّل خطيئتي بنعمته. هي دعوة للدّخول في علاقة مع من هو مختلف عنّي بطبيعته".

وإختتم الأب عبد السّاتر طارحًا أسئلة محاكيًا بها ضمائرنا: "هذا هو سرّ المعموديّة، فهل نعي في حياتنا هذه الحقيقة؟ هل نُدرك عظمة حبّ الله لنا؟ هي دعوة لنا لأن نتوب، لأن نعود إلى الآب، لأنّ المسيح قد فتح لنا باب العودة إلى حالة البنوّة."