دينيّة
24 تشرين الثاني 2019, 08:00

خاصّ- "نَعَمُ" مريم أغدق علينا النِّعم

غلوريا بو خليل
يتألّق الأحد الثاني من زمن الميلاد المجيد ببشارة مريم العذراء التي من خلالها أغدق الله علينا نعمة تجسّد الرّبّ لخلاصنا. على ضوء ذلك كان لموقعنا حديث مع كاهن رعيّة بشللّي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم الذي أحاطنا بتفسير مفصّل عن هذه البشارة الحدث التي نقلتنا إلى عالم ملؤه الرّجاء والفرح.

 

"يقول الإنجيلي لوقا (1/ 26 - 38): أَرسل الله الملاك إلى "عذراء مخطوبة لرجل". لقد وضعها الإنجيل بصفتين في آن واحد، إنّها زوجة وعذراء. فهي عذراء لأنّها لم تعرف رجلًا، سواء قبل الولادة أو بعدها. في كلمة عذراء أراد الإنجيليّ تأكيد على أنّ السّيّد المسيح ليس من زرع بشر". بهذه الكلمات استهلّ الخوري كرم حديثه، وتابع موضحًا: "تحيّة الملاك لمريم حملت كلّ معنى الفرح. إنّه فرح شعب الله بعمل رائع من أجل خلاصهم. مريم فريدة بدعوتها، إنّها الممتلئة نعمة إذ وحدها نالت النّعمة التي لم يقتنها أحد غيرها. إنّها ممتلئة بمواهب النّعمة. ومريم المتكرّسة لحساب الرّبّ كما يظهر في قولها للملاك "كيف يكون هذا ولا أعرف رجلًا؟"، أثبتت أنّها الإنسانة الفعّالة في الجماعة المقدّسة: فعّالة بصلاتها وتقواها، فعّالة بقبول عطيّة الله (تجسّد الكلمة في أحشائها)، فعّالة في الخدمة، فعّالة في مرافقة يسوع حتّى الصّليب وفعّالة في حضورها مع الرّسل بعد الصّعود...".

وأكمل الخوري كرم متحدّثًا عن الصّفات التي تحلّت بها مريم فقال: "إذ سمعت مريم الوعد الإلهيّ "فستحمِلين وتلدين ابنًا فسمِّه يسوع"، حافظت على روح التّواضع. وعدها الملاك بحلول الرّوح القدس، أحنت رأسها بالطّاعة لتقول "أنا أمة الرّبّ، فليكن لي بحسب قولك"".

 وتابع كاهن رعيّة بشللّي فقال: "في نصّ البشارة سنتوقّف عند ثلاثة تأمّلات:

الأوّل حين يقول الملاك "ستحمِلين وتلدين ابنًا": بدون حبل لا يكون هناك ولادة، والمحافظة على الحبل من أجل ولادة سليمة، أيّ يمنع الإجهاض. وأيضًا لا ولادة بدون حبل، أيّ لا يجوز القيام بأيّ ابتكار طبّيّ تتمّ فيه الولادة بدون الحبل في أحشاء الأم.

أمّا الثّاني حين يعلم العذراء "إنّ الرّوح القدس سينزل عليك": الرّوح القدس هو البدء في كلّ خلق جديد؛ قصّة الخلق، التّجسّد، العنصرة. إنّه الرّوح الخالق والمبدع.

والثّالث عندما تجيب العذراء "ها أنا أمة الرّبّ فليكن لي بحسب قولك": "ها أنا" تعني الجهوزيّة والاندفاع للخدمة، و"أمة الرّبّ" هي خادمة مشروع الرّبّ. أمّا "فليكن لي بحسب قولك" فهي تعني الطّاعة للمشيئة الإلهيّة."

وإختتم الخوري كرم حديثه بتساؤلات ليضعنا أمام ذواتنا ومسؤوليّاتنا فطرح: "هل تعلم بأنّه في كلّ وقت عبادة وصلاة، يوجّه الرّبّ لك بشرى الفرح؟ وأنت هل تستقبل هذه البشرى بطاعة وتواضع؟ هل تعطي مجالًا لقوّة الرّوح القدس الذي يظلّلك باستمرار، إذ هو مبدأ النّجاح في خدمتك؟"