دينيّة
27 أيلول 2017, 13:00

خاصّ- من حملايا إلى بقاعكفرا.. ساروا فكرّموا حبيس عنّايا

تمارا شقير
هو قديس لبنانيّ عظيم، قديسٌ تربّع على عرش القداسة وذاع صيته في بلاد العالم أجمع، قديسٌ لُقّب بحبيس عنّايا وطبيب السّماء لتسجيله آلاف الشّفاءات الرّوحيّة والجسديّة من دون التّفريق بين عرق أو دين أو جنسيّة.. هو القدّيس شربل حبيب اللّبنانيّين.

 

عندما يلفظ اسم القدّيس شربل تتضاعف خفقات قلوب المؤمنين فيرتعشون رهبةً وخشوعًا.. عندما يلفظ اسم القدّيس شربل تلمع عيونهم رجاءً فيرفعون الصّلوات للقدّيس الّذي دخل إلى حياتهم وتغلغل في قلوبهم؛ فكيف لو قرّر المؤمنون رفع اسم شربل من خلال تكريمه وشكره على نعمه؟

هي مبادرة مقدّسة أقدم عليها سبعة شبّان لبنانيّين، شبّانٌ كرّسوا ثلاثة أيّام من حياتهم للقدّيس شربل فساروا من بيت القدّيسة رفقا في حملايا إلى بيت يفوح منه عطر البخور وأريج القداسة في بقاعكفرا، إلى بيت القدّيس شربل.

هم شادي سبعلي، وبطرس سبعلي، وماجد سبعلي، وجاك الرّيس، وسيزار أبي خير، وسليم الصّياح، وجو القصيفي الّذين كرّموا شفيعهم، فتوجّهوا إلى بيته حاملين في قلوبهم نذورًا لا شكّ في أنّ مار شربل استجاب لها.

الإنطلاقة كانت يوم الجمعة 22 أيلول/ سبتمبر 2017 عند الـ7.30 صباحًا، بحسب ما قال شادي سبعلي في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ، لافتًا إلى أنّ ثلاثة شبّان فقط وصلوا إلى بقاعكفرا يوم الأحد عصرًا، وهم جاك الرّيس، وبطرس سبعلي، وسيزار أبي خير، فقد واجه الشّبّان صعاب جمّة على الطّريق، فمشوا في الأحراج وفي مناطق خالية من السّكان، وعانوا من إرهاق جسديّ، إلّا أنّهم بشفاعة القدّيس شربل وبتلاوتهم الصّلوات وبسماعهم التّراتيل تمكنّوا من التّغلب على كلّ الآلام وربحوا التّحدّي فوصلوا إلى بيت القدّيس بعد محطتين استراحة، الأولى كانت في دير الكبوشيّين- البترون، والثّانية في محبسة مار فوقا- حردين.

لم يفارق مار شربل أبدًا الشّبان، بل كان حاضرًا معهم في كلّ خطوة، فيُخبر سبعلي أنّهم حين كانوا يسيرون في أحد الأحراج في البترون سألوا أنفسهم ماذا لو أصابنا سوءًا فما من أحد يساعدنا.. إلّا أنّهم تفاجؤوا بوجود تمثال القدّيس شربل في وسط الحرج وتأكّدوا أنّه يرافقهم في مسيرتهم.

لم يكن القدّيس شربل المرافق الوحيد في هذه المسيرة، فالشّبان لاقوا تشجيعًا كبيرًا من المؤمنين من كلّ أنحاء العالم، خصوصًا بعد نشر مقطع مصوّر على مواقع التّواصل الاجتماعيّ، إذ اتّحد الجميع بالصّلاة وأضاؤوا الشّموع على نيّة الشّبّان.

بعد مرور أقلّ من أسبوع، يعيش الشّبّان جميعهم حالة من السّلام الدّاخليّ، حالة عجزت كلماتهم عن وصفها، وما استطاعت نبرة صوتهم أن تخفي صدق مشاعرهم الّتي نقلوها لنا وإن عبر اتّصال هاتفيّ، فسكبوا فينا روعة هذا الاختبار وسلامه.